مجتمع

صرخة مكتومة تخترق الصمت: مسيرة غضب تهز جماعة بتازة لكشف المستور عن دواوير مهمشة!

في مشهد يعكس عمق الإحباط والتهميش، انتفضت ساكنة عدد من الدواوير التابعة لجماعة آيت سغروشن بإقليم تازة، يوم أمس، في مسيرة احتجاجية سلمية حاشدة.  و كان الهدف منها  صوب مقر جهة فاس-مكناس، والرسالة واضحة: فك العزلة ووضع حد لمعاناة بنيوية طال أمدها.

المسيرة التي انطلقت سيراً على الأقدام من دواوير بوشرفات، القلعة، الخزانة، عين ݣنون، والاثنين، ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لهؤلاء السكان أن عبروا عن سخطهم بنفس الطريقة عام 2013، مطالبين بتحسين البنية التحتية المتهالكة، وعلى رأسها المسالك الطرقية التي باتت رمزاً للإهمال.

إلا أن هذه المرة، اصطدمت إرادة المحتجين بعائق عند مشارف مدينة تاهلة، حيث تدخلت السلطات المحلية وأوقفت المسيرة. وعلى الفور، فتح باب التفاوض بين ممثلين عن الساكنة والسلطات، بحضور وازن لعناصر الدرك الملكي ورئيس الدائرة.

وأسفرت هذه المفاوضات، وفق مصادر محلية موثوقة، عن عقد اجتماع رسمي بمقر دائرة تاهلة، ترأسه رئيس الدائرة شخصياً. وقد استمع المسؤولون بانتباه إلى مطالب الساكنة، وتم التداول في آليات الاستجابة لتطلعاتهم المشروعة.

ورغم هذا اللقاء، لم يخف المحتجون مرارة الواقع الذي يعيشونه، حيث أكدوا على أن غياب المسالك الطرقية اللائقة وضعف الخدمات الأساسية يحيل حياتهم اليومية إلى جحيم لا يطاق، خاصة في فترات التقلبات الجوية والأمطار الغزيرة التي تزيد من عزلتهم وتعيق تنقلهم لقضاء أبسط الحاجيات.

و شهدت جماعة غياثة الغربية بذات الإقليم مسيرة احتجاجية عبر فيها السكان عن استيائهم من التهميش الذي تعاني منه المنطقة وغياب البنيات التحتية الضرورية لتحسين ظروفهم المعيشية. طالب المحتجون بضرورة التفات الجهات المعنية لمطالبهم الملحة، والتي تركز بشكل أساسي على توفير الخدمات الأساسية وتطوير البنية التحتية المتهالكة، مؤكدين أن هذا الوضع يعيق تقدم المنطقة ويحرمهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة. تعكس هذه المسيرة صوتًا متصاعدًا يدعو إلى رفع التهميش وتحقيق تنمية حقيقية ومستدامة في جماعة غياثة الغربية.

وفي ختام تحركهم، و الذي يبدو أن حركا اجتماعيا انطلق بجماعات تازة،وجه المحتجون نداءً عاجلاً إلى عامل إقليم تازة، مطالبين بتدخله الفوري لإيجاد حلول جذرية ومستدامة لهذه المشاكل التي تنخر مناطقهم، مؤكدين أن صبرهم بدأ ينفد وأنهم لن يتوانوا عن التصعيد في حال استمرار التجاهل لمطالبهم المشروعة. فهل ستصل هذه الصرخة أخيراً إلى آذان المسؤولين وتترجم إلى إجراءات ملموسة تنهي سنوات من التهميش؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى