حوادث

حريق مهول بالحي الصناعي سيدي إبراهيم و “فاس24” تدخل ماخور منطقة تهدد رئة المدينة

نشب حريق مهول مساء أمس الأربعاء (7 دجنبر 2023)، بالحي الصناعي سيدي إبراهيم وسط فاس بإحدى المستودعات العملاقة المخصصة لتخزين الاليات المنزلية وخاصة الثلاجات وتناثر الدخان ليصل الى عدة أحياء بالمدينة فيما رائحة حريق المواد المختلفة أزكمت وأخنقت نفوس الساكنة المتعبة أعضائها بسبب غياب المتنفسات ومخلفات جائحة فيروس كورونا.
وتدخلت شاحنات الإطفاء صوب المستودع الذي اندلعت به ألسنة النيران وقاد رجال الإطفاء عملية الإطفاء لساعات طويلة وزاد تطاير الاليات ولهيب الحريق من تعقيد عملية الإطفاء والتي سخرت لها شاحنات الإطفاء المتواجدة بثكنات الوقاية المدنية وليتم السيطرة عليها في وقت متأخر وظلت شاحنة مرابطة هناك الى صباح اليوم تحسبا لأي طارئ.
اندلاع الحريق بالحي الصناعي سيدي إبراهيم الذي يقع وسط المدينة ومحاط بالأحياء السكنية وبنواة جامعية تضم الالاف من الطلبة والمرافق الكبرى عجل بالجريدة الالكترونية “فاس24 ” اختراق ماخور المنطقة الصناعية التي باتت تهدد رئة العاصمة العلمية المريضة بكل الأوبئة وبات هواء البيئة بالمدينة يحمل السموم التي تهدد الحياة والنسل.
وتنتشر على طول الشارع الرئيسي للحي الصناعي أكوام من النفايات السامة و باقيا مصانع النسيج و مواد التجميل في ساحة ضخمة غالبا ما يلجأ المسؤولين على المعامل و المستودعات الى حرقها ليلا، و ذلك لان شاحنات شركة التدبير المفوض غير محسوب عليها بقايا الحي الصناعي كما هو مدون في دفتر التحملات.
شركات ومعامل ومستودعات عمرت كثيرا ومع التوسع العمراني بقيت ترابط بنفس المكان دون أن تأبه بحياة الألاف من السكان والطلبة المجاورين بالمركب الجامعي ظهر المهراز وخاصة معامل عملاقة تنفث الدخان عبر مداخن عملاقة نهارا و ليلا و هي تشتغل في تدوير بقايا الزيتون” الفيتور” و أخرى تحرق بقايا النسيج و مصانع متخصصة في تصنيع “الخميرة” و هن ينفثن ورائهم سموما يومية دون حسيب و لا رقيب.
وأصبحت ساكنة فاس تستفيق على رائحة انبعاث مخلفات الزيت المحروقة من خلال تدوير “الفيتور” وهو بقايا الزيتون الذي تصدره مختلف معاصر الزيت صوب المصنع العملاق بالحي الصناعي سيدي إبراهيم كذلك دخان بقايا معمل “الخميرة” والذي تصل روائحه الكيماوية حتى داخل الاحياء المجاورة.
هو مشهد مقزز للحي الصناعي سيدي إبراهيم الذي دخلت بعض مناطقه في تطوير نفسها والدفع قدما في الصناعة النظيفة وتشغيل المواد البديلة فيما مصانع ضخمة مازالت تقتل الأخضر واليابس وتطلق عنان ألسنه الدخان ومع تنامي عليها بعض الملاحظات تلجأ الى عملية الاحراق ليلا للهروب من الانتقادات.
على الجميع التدخل لمواكبة ما يقع داخل الحي الصناعي سيدي إبراهيم والدفع بترحيل المصانع التي تقتل البيئة وتفتك بصحة الساكنة وذلك من خلال الموت البطيء والقتل الصامت بسبب ما تنفثه هذه المصانع من روائح سامة وكثافة الدخان الذي يقتل رئة فاس المريضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى