سياسة

بعد جائحة كورونا العمدة الازمي “يسلط” على ساكنة فاس الغازات السامة

فيما لا تزال ساكنة فاس تواجه محنة جائحة فيروس كورونا المستجد و تلتزم فئة منه بالحجر الصحي،غير أن بداية الأسبوع الجاري لم يرحمها عمدة المدينة ادريس الازمي و “سلط” عليها أن تعاني الأمرين مع الغازات السامة المنبعثة من مطرح النفايات و ذلك بعد ارتفاع درجات الحرارة و هبوب رياح الشرقي.
و لم تستطع الساكنة الصعود ليلا إلى أسطح المنازل للتنفس من ضغط الحجر الصحي أو تقوم بفتح النوافذ في رحلة البحث عن الهواء البارد ،لكنها فوجئت بإبنعاث غازات و روائح سامة من مطرح النفايات بطريق سيدي احرازم و الذي تحمله رياح الشرقي الى وسط فاس،و لتتحول رحلة البحث عن الهواء البارد إلى عذاب و اختناق يشد الأنفاس أكثر مما يفعله فيروس كورونا المستجد بجسم و رئتين المصاب.
و تشمل عصارة لاكتيفيا و سموم الغازات المنبعثة من مكبات النفايات بمطرح طريق سيدي أحرازم بشكل رئيسي غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، و التي تهدد حياة ساكنة فاس و كذلك المياه الجوفية و تساهم في تلويث مياه الشرب،و تهدد مرضى الجهاز التنفسي و نقص المناعة و خاصة ذوي الفئة العمرية او الاطفال.
فيما يعمل مطرح النفايات طريق سيدي احرزام االذي أصبح قريبا من التجمعات السكنية و من المستشفى الجامعي الحسن الثاني الذي يستقبل مرضى كوفيد_19،و الذين يعانون مرض فيروس كورونا و انبعاث الغازات السامة ليلا،مما يصعب على المرضى فتح نوافذ الغرف بمصالح العزل الطبي،و يرجح ان تكون امراض الحكة الجلدية و حرقة الحلق و اختناق الرؤوي من مسببات الغازات السامة المنبعثة من مطرح جماعة فاس.
و أصبحت المدينة بسبب مطرح النفايات تعج بالذباب و الفئران و مختلف الحشرات،فيما المجلس الجماعي عاجز عن مواجهة آفة إبنعاث الغازات السامة من المطرح الذي يبدو يلجأ إلى عملية حرق النفايات دون طمرها مع العصارة السامة، و هو ما يهدد حياة الساكنة و يسبب أمراض متعددة لصحة الإنسان الذي أصبح الكل يوجه جائحة فيروس كورونا المستجد.
و سبق للعمدة فور وصوله الى عمودية مجلس مدينة فاس،و خلال حملة للنظافة كان أطلقه غريمه الراضي السلاوني عندما كان رئيسا لمقاطعة سايس قبل أن يطحنه الازمي طحنا و يبعده عن المنافسة للترشح للبرلمان بعد ان كان السلاوني هو الكاتب الجهوي لحزب العدالة و التنمية،و كان الازمي أنذاك صرح “لفاس24″،انه بصدد العمل على مواجهة تحدي القضاء على عصارة و انبعاث الغازات السامة ألا أن وعوده و كلامه ظل على ميكروفون الجريدة رغم تخصيص المجلس لميزانية ضخمة للمطرح الرئيسي للنفايات،فيما مداخل المطرح لا يعرفها إلا الراسخون في علم جماعة فاس.
و كان المجلس السابق استقدم شركة أجنبية لمعالجة النفايات المنزلية بالمطرح الجماعي لفاس،الا ان النتائج كانت متذبذبة في غياب مراقبة صارمة من طرف المجلس الحالي ،فيما بقيت عملية استخراج الطاقة من عصارة النفايات السامة لم تعطي نتائجها و لتبقى النفايات تنبعث بين الفينة و الأخرى بعد توقف عملية معالجتها.
عجز المجلس الجماعي لفاس و الذي يقوده حزب العدالة و التنمية في شخص العمدة الازمي و بأغلبية مريحة،في معالجة مشكل مطرح النفايات و الحد من انتشار الغازات السامة في زمن جائحة فيروس كورونا،يظهر ان المجلس لم يتمكن من فك عقدة سوء التدبير رغم مرور حوالي خمس سنوات على الانتخابات و التي كان قد وعد به “البيجديين” بالإصلاح و القطع مع الممارسات البائدة غير ان واقع الحال يقول أنها مازالت سائدة و اكثر وحشية من الماضي،و أن كل المرافق تعاني في صمت و الساكنة تدفع ثمن الاختيار الخاطئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى