سياسة

ايت الطالب من الجراحة المجهرية الى تفكيك شفرات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

فاس 24: عبدالله مشواحي الريفي
تستهل الجريدة الالكترونية السنة الجديدة لعام 2024، لتسليط الضوء على شخصيات حكومية أعطت الكثير وتشتغل في الظل ولا تعرف معنى “سرقة أحذية المجاهدين” وتصنف من بين الشخصيات الوزارية التي حققت الكفاءة التي كان يبحث عنها جلالة الملك محمد السادس.
أتحدث هنا عن البروفيسور خالد ايت طالب الوزير في الحكومة الحالية والسابقة وكان قد تم اختياره من طرف جلالة الملك في حكومة سعدالدين العثماني لإنقاذ قطاع الصحة من السكتة القلبية التي باتت تواجهه على شهور من تفشي جائحة فيروس كورونا.
خالد ايت طالب الذي سطع اسمه مع بداية تفشي جائحة فيروس كورونا وبدأ المغاربة يتعرفون عليه وينتظرون ما سيقوله عن الوضع الوبائي، مع العلم انه شغل مدير المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس لسنوات وكان ذاك المسؤول الذي يحن على الفقراء ويقدم المساعدات الى كل من يقصد مكتبه، بل كان كل يوم ثلاثاء من الأسبوع يقصد المركب الجراحي لأجراء مجموعة من العمليات الجراحية للمرضى و هو المتخصص في الجراحة الباطنية المجهرية بالمنظار و بعمله كانت الحياة تدب بجناحه الذي مازال يحافظ على اسمه بعد مرور سنوات من تسلم الحقيبة الحكومية.
ايت طالب ذاك الوزير الذي ينتقد نفسه بنفسه وتتعجب لبعض خرجاته عندما يتحدث بصوت المعارضة ويكشف بواطن الأمور التي يعيشها قطاع الصحة ويتكلم بحسرة عن الوضعية التي تعرفها أقسام المستعجلات وهروب الأطباء الى الخارج والخصاص الذي يواجهه المغرب في الموارد البشرية، ينتقد ويعطي حلولا مستعجلة لعلها تجد الطريق لحلحلتها داخل الحكومة او عند الجهات العليا.
وزير الصحة و الحماية الاجتماعية عندما دقت ساعة العمل رفع حالة التأهب القصوى و هو يستنير من التوجيهات الملكية السامية و التي كان يعمل من خلالها و يسترشد بها لمواجهة الحرب العالمية في مجال الصحة العمومية عندما تفشت جائحة فيروس كورونا و بدأ الفيروس يقتل و يقتل بدون رحمة عبر العالم، فيما كان ايت طالب يقضي الليالي البيضاء و لا يعرف معنى النوم و هاتفه مشغل قد تصله مكالمة مستعجلة يغفو و ينهض دون ان يعرف هل غسل وجهه و ذلك تلبية لنداء الوطن لإغاثة المصابين و تنفيذ التعليمات الملكية و التي كانت صمام الامام لخروج المملكة بأقل الخسائر.
ومع خروج المملكة بأقل الخسائر ممكنة من فاشية جائحة كوورنا والفضل أولا يعود الى جلالة الملك والى الساهر على القطاع وزير الصحة وكذلك الى الأطر الطبية والتمريضية والتقنية التي أبانت عن الروح الوطنية والاشتغال بتفاني خدمة للإنسانية أولا وقبل كل شيء،و تكررت العملية مع زلزال الحوز الذي ضرب البلاد العام الماضي و كان ايت طالب حاضرا بقوة للسهر على إغاثة الضحايا و إنقاذ الأرواح و تحريك القوافل الطبية الى أعالي مناطق الزلزال مما جعله ينال إشادة من منطمة الصحة العالمية التي بات اسم المغرب لا يفارق أروقتها.
و من دروس جائحة فيروس كورونا انطلق المغرب و بقيادة جلالة الملك الى الاشتغال باستراتيجية جديدة و عرف الجميع ان العالم لم ينجح في تكديس الأسلحة او الأموال بقدر ما هو محتاج الى سرير بالمستشفى و الى أوكسجين لإنقاذ الضحايا و هو ما أوتي على أرض الواقع بعد ان قرر جلالته الإعلان عن منظومة صحية جديدة و كلف بها ايت طالب لإنجازها و عرضها على جلالته.
عرض مشروع المنظومة الصحية الجديدة وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بيوليوز عام 2022 والتي تم فيها إعداد قانون الإطار من خلال تأهيل المنظومة وكذلك تعميم ورش الحماية الاجتماعية وتمحورت المنظومة الجدية من أربع محاور رئيسية شاملة و كاملة نالت موافقة جلالته على الإصلاحات الجذرية التي سيعرفها القطاع وذلك خدمة للمواطنين والمرضى الذي يقصدون المستشفيات.
وزير الصحة والحماية الاجتماعية الذي كان يسير بخطى ثابتة وهو يركز ويتمعن في تنزيل التوجيهات الملكية السامية في تأهيل قطاع الصحة وإنجاح ورش الحماية الاجتماعية كما أراده جلالة الملك محمد السادس والدفع قدما بإخراج القوانين المنظمة للقطاع.
بالمقابل الإصلاح الجذري والنقد البناء الذي كان ايت طالب يكشفه عبر وسائل الاعلام او داخل قبتي البرلمان وهو يجيب بكل وضوح عن تساؤلات نواب الامة ويكشف عن المشاكل التي يعرفها القطاع شأنه شأن واحد من أبناء الوطن ويقدم كذلك حلولا جذرية يدعوا فيها الجميع الى المساهمة في تنزيل الورش الملكي و الابتعاد عن المزايدات أو شحن القطاع .
ايت طالب نجح فيما فشلت فيه مجموعة من القطاعات فهو المسؤول الوزاري الذي كان دائما يشتغل بمنطق فتح الأبواب و استقبال المواطنين بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني و هو المسؤول الذي يلتزم بالحضور الى مكتبه قبل الموظفين كان ذلك أهله كثيرا لينزل نفس المخطط بالوزارة و هو فتح قنوات الحوار مع النقابات و الدعوة الى حوار اجتماعي متكامل يخدم القطاع من كل الجوانب من تأهيل المستشفيات الى العناية بالموارد البشرية الى السهر على ان تكون الأجرة مقابل العمل و لا غير العمل.
ايت طالب الذي نجح مع بداية عام 2009 في إدخال النظام المعلوماتي لأول مستشفى جامعي بالمملكة و هو كذلك من قاد ثورة رقمنة معطيات المرضى و الاحتفاظ على سجلاتهم من خلال تخصيص قن لكل مريض بمثابة رقم بطاقته الصحية ،و عمل كذلك على تنزيل نظام توزيع الادوية الاوتوماتيكي و هو ما جعلت تجربته الواسعة في عالم تدبير القطاع لاكتشاف بواطن الأمور و الدفع باستئصال كل مشاكل القطاع و كأنه داخل المركب الجراحي يجري عملية جراحية مجهرية لأجلاء المرض او الورم الخبيث الذي قد ينقذ حياة المريض وهو نفس الشيء الذي يقع اليوم في قطاع الصحة الذي بدأت الحياة تدب في ممرات المستشفيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى