سياسة

أعيان تاونات والوجوه القديمة المسيطرة على المشهد السياسي تحتكر مجموعة التعاون

يبدو ان شعارات تشبيب المشهد السياسي و عدم التجميع بين عدة مهام بات كلاما تجاريا يرفعه السياسيون و المنتخبون بإقليم تاونات خلال الحملات الانتخابية و الدفع باستمالة الكتلة الناخبة اما واقع الحال عندما تأتي “كعكة” توزيع المناصب فالجميع يعود “كالسمن مع العسل” حسب المثل الشعبي المغربي.
فرغم الانتقادات التي لاقت تجربة عائلة أل السلاسي بتدبير الجماعات والمجلس الإقليمي و مجموعة الجماعات، الا ان الاعيان الذين ينتمون الى التحالف الاغلبي الثلاثي قرورا تكريس الوضع القائم و مباركة عودة السلاسي الى رئاسة مكتب مجموعة الجماعات في صيغته الجديدة.
و اتفق الاعيان أمس الجمعة بعد ان نامت الساكنة بتوزيع المهام بين الوجوه المسيطرة على المشهد السياسي و قررت إغلاق أبواب و الدفع بتشجيع تجميع المناصب لينضاف الى سجلهم السياسي ومكانة الحظوة داخل مجلس مجموعة الجماعات،مع العلم ان كل الاسماء المسيطرة تعمر بمدن فاس و الرباط و لا تلتحق بالاقليم الا خلال يوم السوق الاسبوعي لتسجيل الحضور و الظهور.
وحضي الرئيس السابق والحالي محمد السلاسي من رئاسة المجموعة لتنضاف الى ترأسه للمجلس الإقليمي و رئيس هيأة المنتخبين لحزب الاحرار و منسق إقليمي و غير ذلك من المهام التي بات اسمه بارزا بعد ان غادر القيادي في حزب الاحرار الوزير السابق محمد عبدو و عائلته عن الترشح بسبب صراع و سوء الفهم مع رئيس الحزب أخنوش مما عجل بفتح الأبواب لعائلة ال السلاسي بالسيطرة على المشهد الانتخابي.
وحضي المفضل الطاهري المنتمي الى حزب الاستقلال بالحصول على عضوية النائب الأول لمكتب مجموعة الجماعات وهو مصنف ضمن “شيوخ” السياسيين بالمنطقة و في نفس الوقت برلماني و رئيس الجماعة الترابية لتفرانت مع تجميع المهام الحزبية.
أما النائب الثالث فتم الاتفاق داخل مجلس الاعيان او ما داخل الجمع العام بالشكل الديموقراطي بإعطائها لمحمد أحيجرة وهو في نفس الوقت رئيس جماعة تامزكنة وبرلماني عن الإقليم والمنسق الجهوي لحزب الاصالة والمعاصرة و غير ذلك من المهام التي يزاولها.
و جاء المليونير الذي قدم الى تسية من الدارالبيضاء محمد بوصوف ليتم تعيينه او انتخابه كنائب ثالث لمكتب مجموعة الجماعات و هو نفس الشخص الذي ينتمي الى حزب الاحرار و كان بسببه و سبب عائلة السلاسي عجل بمغادرة عائلة عبو حزب الاحرار و الذين يعتبرون من المؤسسين للحزب.
اما النائب الرابع فتم تكليف بها فيصل الميسوري و هو كذلك ينتمي الى حزب الاحرار مما يظهر سيطرة الاحرار على مكتب مجموعة الجماعات و هذا الشخص هو شقيق رئيس غرفة الفلاحة بجهة فاس مكناس و مستشار برلماني و يتعلق الامر بمصطفى الميسوري الذي لا يظهر له اثر بالجهة منذ انتخابات 2021 شأنه شأن زميله في الحزب بوصوف محمد المشغول بمشاريعه اكثر من ممارسته تدبير الشأن العام الذي انتخب من أجله.
ومن خلال الأسماء التي أثثت مكتب مجموعة الجماعات بات حلم الوصول الى المسؤولية بالإقليم من المعجزات وبات أبناء الإقليم يواجهون مصيرا مجهولا رغم انهم يحاولون محاولات محتشمة للخروج للتعبير عن مطالبهم لكنهم يواجهون بقوة صقور الأغلبية السياسية تقف ضد جميع مبادرات التغيير وكأن إقليم تاونات لم يلد الا هؤلاء الأسماء المسيطرة على الماء والهواء والحرث والنسل.
مجموعة الجماعات التي كانت تتوفر على ميزانية ضعيفة و كان من بين مهامها الاستعانة بالجرافات و الشاحنات و التصرف في المحروقات و سندات الطلب و فتح بعض المحاور و التي كانت تخدم الاجندة الانتخابية اكثر من المصلحة العامة، باتت اليوم في الصيغة الجديدة التي أعلن عنها وزير الداخلية لها اختصاصات مهمة و سيضخ في ميزانيتها أموال طائلة و التي يظهر ان جل المجموعات على الصعيد الوطني باتت تسيطر عليها التوافقات و يتقلدها الاعيان و الممتهنين للانتخابات مادامت مدونة الانتخابات لا ترقى الى مستوى تدبير الشأن العام و الذي بات من الضروري تنقيحها و القطع مع تجميع المناصب و هو الورش الذي على وزارة الداخلية فتحه من خلال تغيير قوانين ولدت ميتة.
إقليم تاونات الذي خرجت ساكنته مرارا و تكرارا للاحتجاج من أجل توفير الماء الشروب او الربط القاري بالكهرباء او توفير النقل المدرسي او فك العزلة هي المطالب التي باتت مجموعة الجماعات تتصرف فيها من خلال الصيغة الجديدة فهل سيتمكن مجلس الاعيان برئاسة السلاسي من تحقيق مطالب الساكنة ام ان الزبونية و الحزبية و التركيز على الخزان الانتخابي أكثر من تنزيل منطق التدبير الشفاف للمرفق العام إذا لم تتحرك سلطات الإقليم التي جعلت نفسها تبارك مجالس و قرارات الاعيان دون ان يسمع عنها يوما عن انتقاد الشأن المحلي او تفعيل المراقبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى