القطاع الصحي المغربي تحت التهديد الرقمي: تحذيرات من هجوم “سيبراني” وشيك

تزايدت المخاوف في المغرب من هجوم إلكتروني قد يستهدف قريبًا قطاع الصحة، وذلك في ظل تصاعد الهجمات السيبرانية التي طالت مؤسسات حيوية في الآونة الأخيرة. التحذير جاء بناءً على مراقبة ميدانية وتحليل لواقع الأنظمة الرقمية المستخدمة في المستشفيات والمصحات، والتي وُصفت بأنها قديمة وتفتقر إلى التحديثات الأمنية اللازمة.
تُستخدم في هذا القطاع أنظمة معلوماتية لم تعد قادرة على مقاومة التهديدات المتطورة، كما أن غياب سياسات موحدة لإدارة الأمن المعلوماتي يزيد من هشاشة البنية الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني معظم المؤسسات الصحية من ضعف برامج التكوين والتوعية لدى الأطر الطبية والإدارية، خاصة فيما يتعلق بكيفية التصدي لبرمجيات خبيثة وهجمات تصيد منتشرة بشكل متزايد.
المقلق أكثر أن البيانات الصحية أصبحت من الأهداف المفضلة لدى القراصنة، نظرًا لقيمتها المرتفعة في السوق السوداء، مما يجعل المؤسسات الصحية هدفًا مُغريًا. وهناك مؤشرات على أن المغرب قد يواجه هجمات من نوع “الفدية”، وهي من أكثر الهجمات خطورة، إذ قد تُعطّل أنظمة المستشفيات بشكل كامل أو تُشفّر بيانات المرضى وتُعرضها للخطر.
من الضروري، حسب الخبراء، التحرك بشكل عاجل لتقوية الحماية الرقمية داخل المؤسسات الصحية، وذلك عبر الاستثمار في تقنيات متقدمة، وتدريب الموظفين بشكل مستمر، ووضع خطط للطوارئ يمكن تفعيلها في حال وقوع أي اختراق.
ويأتي هذا التحذير بعد تعرض عدة مؤسسات مغربية لهجمات رقمية خلال الأشهر الماضية، من بينها منصة إلكترونية مرتبطة بالوثائق العقارية، والتي أُجبرت على التوقف مؤقتًا بسبب ثغرات أمنية تم استغلالها في هجوم سيبراني. كما تم اختراق مؤسسة وطنية تُعنى بالضمان الاجتماعي، ما أدى إلى تسريب بيانات شخصية ومهنية لعدد كبير من المستخدمين.
كل هذه المعطيات تؤكد أن الخطر السيبراني لم يعد احتمالًا بعيدًا، بل واقعًا يفرض استعدادًا جديًا وسريعًا، خاصة حين يكون الأمر متعلقًا بصحة المواطنين وسلامتهم.