25 في المائة من المغاربة يتحدثون الأمازيغية تضع مندوبية التخطيط في مأزق كبير

كشفت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، التي قدمها أعلن عنها المندوب السامي للتخطيط؛ شكيب بنموسى، أن أكثر من ٪92 من السكان بالمغرب يتمكنون من “الدارجة المغربية”، في ما يتمكن ٪25 من المغاربة فقط من اللغة الأمازيغية، مبرزا أن هذه الأرقام تعطي صورة عامة عن واقع استعمال وتمكن المواطنين لكل لغة في المغرب.
نسبة استعمال المغاربة للأمازيغية أثارت سخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث اعتبر عدد من النشطاء أن الأرقام المعلن عنها لا تنطبق على واقع المغاربة، مشككين في الأرقام التي أعلنت عنها مديرية التخطيط بخصوص تملك المواطنين للأمازيغية، في ما يرى البعض الآخر أن الإستبيان المعتمد في الإحصاء يعطي صورة عامة عن واقع الحال في المملكة، وما خلص إليه بخصوص الأمازيغيةي قريب للواقع.
صفعة لوزارة التربية
تعليقا على ذلك، قال المفكر والناشط الأمازيغي؛ أحمد عصيد، “ما نبهنا إليه وحذرنا منه من قبل هو ما حدث بالضبط، ولهذا جاءت النتيجة بعيدة عن الواقع.
ويرى عصيد ، أنه إن تشبثت المندوبية بهذه النتيجة كما هي؛ فستكون صفعة قوية لوزارة التربية الوطنية التي تقول إنها تقوم بتعليم الأمازيغية في المدرسة العمومية منذ 2003، أي منذ عشرين سنة، دون أن يكون هناك أي أثر لذلك على نسبة الناطقين التي تقول المندوبية إنهم في تراجع مستمر.
وتمثل هذه النتيجة، وفق المتحدث، “إذا كانت صحيحة كما تزعم المندوبية، ناقوس خطر ضد سياسة الدولة الممنهجة في إبادة اللغة الأمازيغية منذ الاستقلال، سواء عبر حظرها في المؤسسات لمدة 45 سنة، أو من خلال سياسة التعريب والفرنسة التي اهتمت بالازدواجية عربية فرنسية وتركت الأمازيغية على هامش النسيان”.
ويؤكد عصيد نتيجة الإحصاء بخصوص الأمازيغية ستكون كذلك “إدانة للحكومة المغربية منذ 2014، التي أخلت بمسؤوليتها في رعاية هذه اللغة الأصلية العريقة وتفعيل طابعها الرسمي الذي ما زال حبرا على ورق”، وفق المتحدث.
نتائج “مخدومة” موجهة سياسيا
من جهته، عضو مجموعة الوفاء للبديل الأمازيغي؛ عبدالله بوشطارت، أن نتائج الإحصاء بخصوص الأمازيغية “غير علمية وغير نزيهة ولا تنطبق مع الواقع السوسيولوجي واللساني والثقافي للمجتمع المغربي”، مضيفا أن “هي نتائج غير واقعية، لأسباب كثيرة أهمها؛ تقنية مرتبطة بطريقة الإحصاء بإدراج أسئلة اللغة في الاسثمارة الطويلة التي تستهدف فقط ٪20 من السكان، وبالتالي فهذه النتيجة لا تتوفر فيها الشروط اللازمة لإحصاء عام لمتكلمي اللغة الأمازيغية على خريطة الوطن”.
ويؤكد بوشطارت، أن منهجية إعداد استمارات الإحصاء وتوزيعها على صنفين، هي منهجية موجهة وسياسية تعتمد على أسس ايديولوجية تستهدف اللغة الأمازيغية، مشيرا إلى أن عدد من النشطاء كانوا قد نبهوا إلى هذا عبر بلاغات وتصريحات وبيانات أكدت أن هذا الاحصاء غير موضوعي وأنه ايديولوجي وسياسي، يهدف إلى قياس نسبة التعريب وسريانه داخل المجتمع، وهذا ما تأكد فعلا في النتائج المعلنة كون نسبة متحدثي العربية وصلت إلى ٪99.