وزير التربية يحذر: لا ريادة تعليمية مع أقسام مكتظة وضغط التمدرس يختنق في ضواحي المدن

أكد وزير التربية الوطنية، سعد برادة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب امس الاثنين، أن الدخول المدرسي الحالي لم يخلُ من صعوبات بنيوية وتنظيمية، على رأسها مشكل الاكتظاظ المدرسي الذي اعتبره أكبر عائق أمام تنزيل مشروع مدارس الريادة وتحقيق جودة التعلمات.
وأوضح الوزير أن ظاهرة الاكتظاظ تراجعت بشكل ملحوظ في التعليم الابتدائي، غير أنها لا تزال مطروحة بحدة في التعليم الثانوي الإعدادي، حيث تبلغ نسبتها حوالي 18 في المائة من الأقسام، وهو رقم يصفه برادة بـ”المقلق”، نظراً لتأثيره المباشر على جودة التكوين وظروف التعلم.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن ضواحي المدن الكبرى تتحمل العبء الأكبر من هذه الظاهرة، بسبب التوسع العمراني السريع واستقبالها لعمليات ترحيل أحياء الصفيح، وهو ما أدى إلى تضاعف أعداد التلاميذ بهذه المناطق خلال السنوات الأخيرة، دون أن ترافقه توسعة كافية في البنيات التحتية التعليمية.
وفي معرض حديثه عن المشاكل التي رافقت الدخول المدرسي، أكد الوزير أن الوزارة خصصت رقماً خاصاً لتلقي شكايات الأطر التربوية، وتوصلت من خلاله بـ1300 مشكل، تم حل 1140 حالة منها، بينما يجري العمل على معالجة ما تبقى، خاصة ما يتعلق بالتجهيزات في مدارس الريادة وعلى رأسها السبورات والبنيات التحتية.
وعرض برادة حصيلة معطيات الدخول المدرسي الحالي، حيث بلغ عدد التلاميذ 9 ملايين تلميذ، من بينهم مليون في التعليم الأولي و1.2 مليون في التعليم الخصوصي، مقابل 7 ملايين يتابعون دراستهم في المدرسة العمومية. ويؤطر هؤلاء 310 آلاف أستاذ، التحق بهم هذه السنة 14 ألف إطار جديد.
كما كشف الوزير عن افتتاح 169 مؤسسة تعليمية جديدة هذه السنة، من أصل 12 ألف و441 مؤسسة على الصعيد الوطني، 43% منها في العالم القروي. كما تم تعزيز خدمات الدعم الاجتماعي المدرسي بافتتاح 15 داخلية جديدة كلها في القرى، ليستفيد 216 ألف تلميذ من خدمات الداخليات، و80 ألف من المطاعم المدرسية، إضافة إلى 680 ألف مستفيد من النقل المدرسي المدعم.
وفي ما يتعلق بقرار تسقيف سن اجتياز مباريات ولوج مهن التعليم، جدد الوزير تشبثه به، موضحاً أن 80% من الناجحين تقل أعمارهم عن 25 سنة، بينما لا تتجاوز نسبة نجاح المرشحين البالغين 29 سنة عتبة 4%، معتبراً أن معدلات النجاح بالنسبة للمرشحين فوق 30 سنة تبقى ضعيفة جداً ولا تخدم متطلبات القطاع.
وأضاف برادة أن إصلاح المدرسة المغربية رهين بإعادة التوازن بين الجودة والإنصاف، مشدداً على أن الوزارة تعمل على معالجة الاختلالات البنيوية تدريجياً مع الحفاظ على استدامة الإصلاح.