محطة معالجة المياه العادمة بالحاجب تدخل الخدمة… ورش بيئي بنَفَس تنموي يعيد رسم مستقبل المدينة بقيادة الشركة الجهوية متعددة الخدمات

في مشهد يجمع بين دلالة اللحظ ورهانات المستقبل، أشرف عامل إقليم الحاجب، عمر المريني، اليوم الاثنين(17 نوتبر2025)،على تدشين محطة معالجة المياه العادمة لمدينة الحاجب، وذلك بحضور الوفد الرسمي ومديري الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس، وفي مقدمتهم المدير العام  محمد الشاوي. وقد تزامن هذا الحدث مع الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال، ما أضفى على المشروع بُعداً وطنياً يعكس الاستمرار في مسار البناء والتنمية.

مشروع بحمولة استراتيجية… يتجاوز الجانب التقني إلى رؤية تنموية شاملة

لم يعد التطهير السائل مجرد خدمة مرتبطة بتدبير النفايات السائلة، بل أصبح جزءاً من منظومة حماية الموارد الطبيعية وضمان الأمن البيئي. ومن هذا المنظور، تأتي محطة الحاجب كمشروع مهيكل ينسجم مع أهداف البرنامج الوطني للتطهير السائل، ويُترجم على أرض الواقع التزام الدولة والمؤسسات العمومية بتقوية البنية التحتية الأساسية.

فالمحطة صُممت لاستيعاب أكثر من 3100 متر مكعب يومياً من المياه العادمة، لفائدة ساكنة مكافئة تفوق 40 ألف نسمة، وبمستوى معالجة يستجيب لحمولة تلوث يومية تصل إلى 1400 كيلوغرام من الطلب البيوكيميائي للأكسجين. وتعتمد على تقنية السرير البكتيري، وهي تقنية فعّالة وملائمة لمناخ المنطقة، تضمن نتائج معالجة عالية الجودة واستقراراً في الأداء.

استثمار يتجاوز 60 مليون درهم… بُعد اجتماعي وبيئي معاً

رُصد لهذا المشروع غلاف مالي مهم فاق 60 مليون درهم، ليكون واحداً من أكبر الاستثمارات البيئية بالإقليم. أهدافه ليست تقنية فقط، بل اجتماعية وتنموية أيضاً، حيث سيساهم في:

حماية الفرشة المائية من التلوث

تحسين مستوى الصحة العامة

تقوية الشبكة الحضرية للتطهير السائل

فتح آفاق الاستعمال المُستدام للمياه المعالجة في الزراعة والصناعة و سقي الحدائق

دعم التوجه الوطني نحو ترشيد الموارد المائية

بهذا المعنى، يشكل المشروع رافعة حقيقية لتغيير جودة الحياة داخل مدينة الحاجب وتعزيز جاذبيتها التنموية.

الشركة الجهوية متعددة الخدمات… فاعل صاعد برؤية حديثة

تتبين أهمية هذا المشروع أكثر عند الوقوف على الدور المركزي الذي تضطلع به الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس–مكناس، التي أصبحت خلال فترة وجيزة أحد أهم الفاعلين المؤسساتيين في تدبير قطاع الماء والتطهير. عمل الشركة لم يعد مقتصراً على إدارة المرافق، بل تجاوز ذلك إلى:

تبني مشاريع مهيكلة بمنطق استشرافي

إدماج حلول تقنية حديثة وفعّالة

ضمان مراقبة بيئية دقيقة للمنشآت

تحسين جودة الخدمة وتقليص الإكراهات التشغيلية

دعم سياسة القرب والتدخل الميداني السريع

وخلال حفل التدشين، قدم المدير العام عرضاً تقنياً شاملاً أبرز فيه مكوّنات المحطة وآليات المعالجة وأنظمة التحكم البيئي، مؤكداً استمرار الشركة في تنفيذ استراتيجية متكاملة لتقوية البنية التحتية للتطهير السائل عبر مختلف أقاليم الجهة.

الحاجب تستقبل مرحلة جديدة… بنية حديثة ورؤية مستدامة

مع دخول هذه المحطة الخدمة، تنتقل مدينة الحاجب إلى مستوى جديد في معالجة المياه العادمة، ما يعكس إرادة واضحة لجعل البنيات البيئية رافعة للتنمية المجالية. المشروع يضع المدينة على سكة حديثة تحترم المعايير الدولية في حماية البيئة وتدبير الموارد المائية، في وقت أصبحت فيه هذه الملفات ضمن أولويات السياسات العمومية.

إنه ورش يرسخ مساراً تنموياً يقوم على الفعالية والاستدامة، ويؤكد أن الاستثمار في البيئة لم يعد ترفاً… بل ضرورة لبناء مستقبل حضري قوي ومتوازن، تقف وراءه رؤية واضحة للشركة الجهوية متعددة الخدمات ودعم مؤسساتي يضع المواطن والبيئة في صلب الاهتمام.