سياسة

عمدة فاس في لائحة المختفون عن تدبير شؤون المدينة و البؤس الاجتماعي و التجاري يخيم على صيف حارق

يبدو ان عبدالسلام البقالي عمدة مدينة فاس و الذي لبس في الوقت بدل الضائع جلباب حزب التجمع الوطني للأحرار قبيل انتخابات 2021، مرتحلا من التقدم و الاشتراكية التي عمر فيها كثيرا دون ان يحقق لساكنة فاس التي صوتت عليه سوى انه قرر الاختفاء عن الأنظار و ترك المواطنين يعيشون حالة الضياع في قضاء مأربهم.
البقالي الذي نفتته وزارة الصحة من مسؤولية تدبير الشأن العمومي بقطاع الصحة و ذلك بمديرية إقليم صفرو و الذي اعفي من مهامه بسبب فشله في تدبير القطاع بالإقليم وجد نفسه في حادثة سياسية عرضية “عمدة” على ثالث مدينة كبرى بالمملكة .
فاس العالمة غارقة حتى النخاع في كل المشاكل الاجتماعية أحزمة البؤس و الفقر التي خلفها المنتخبون باتت تعيش على واقع مرير في غياب أي فرص يوفرها المجلس الجماعي للمدينة و الذي يبدو يعيش صراعات مريرة و عسيرة بين مختلف الفرقاء السياسيين الذين بلقنوا المشهد الانتخابي لتشكيل مجلس غير متناغم و يعيش على وقع انشقاقات تنذر بدخول المدينة في المجهول.
البقالي الذي لا يظهر له أثر الا ان وجدته يتسابق لالتقاط الصور في المهرجانات او بجانب مرافق شيدتها مصالح خارج عن جماعة فاس او خلفها المنتخبون السابقون الذين دمروا المدينة تدميرا وكأن واقع الحال يتحدث عن عمدة يتقن عملية “سرقة احذية المجاهدين” ليعلن عن إنجازات و انتصارات وهمية.

الساكن بفاس او الزائر اليها اول ما يؤثث وضعه اليومي وما تسرقه أعينه ان المدينة تعيش في البؤس و غارقة في الازبال و تعاني مع المواصلات و تفتقد الى أبسط شروط العيش و طرقاتها تشبه كثيرا المنعرجات القروية الغير المعبدة و المليئة بالحفر.
مجلس مدينة فاس الذي كان دوره التدبيري ان يراقب شركات التدبير المفوض من النضافة و النقل و الحدائق وصيانة الانارة العمومية و التي فوتت لها الصفقات من المال العام ،الا انه يبدو قد وصل مع مسؤوليها الى التطبيع المتقدم و ان دور الجماعة بات غير موجودا و ما على الشركات ان تلتهم المال و”تشرمل” دفتر التحملات لان صفة الرقابة أصبحت منعدمة و ذلك لغرض في نفس يعقوب.

مجلس جماعة فاس و الذي قرر في تدبيره اليومي لشؤون ساكنة التي تعاني الويلات في كل المرافق، ان يتخصص في التطبيع مع مدن دولية لضمان السفريات الى الخارج،و كذلك التفنن في تنظيم المهرجانات و الحفلات داخل قاعات الجماعة فضلا عن تنظيم لقاءات تخصص له ميزانية ضخمة لا يعرفها العامون و لكنها مخصصة لذوي القربى و المعارف.
فزيارة خفيفة للمدينة تظهر للجميع ان الفوضى تعم في كل مكان و أن التجارة تعيش في غرفة الإنعاش و مهددة بالسكتة القلبية و ان البنيات التحتية مدمرة عن أخرها، و ما من التساقطات المطرية الأخيرة كشفت عن عورة عمدة البقالي في تسييره لشؤون فاس العالمة.
و الغريب في الامر هو السكوت الممنهج الذي يسبق العاصفة، فلا إعلام حر و نزيه ينقل ما يقع بالمدينة و لا منتخبون شرفاء يكشفون الخروقات و لا معارضة سياسية تقول “اللهم هذا منكر” لما يقع في مدينة 12 قرنا و التي حولتها بطانة السياسيون و المنتخبون الى مرتع للرعي كما يشاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى