صندوق واحد.. صفعة سياسية مدوية: الأحرار يكتسحون بجماعة أولاد الطيب ويسحقون منافسيهم

في مشهد انتخابي أقل ما يقال عنه إنه استعراض قوة حزبي غير مسبوق، حسم حزب التجمع الوطني للأحرار مساء اليوم الثلاثاء 1يوليوز 2025، المعركة الانتخابية الجزئية بالدائرة 10 لجماعة أولاد الطيب، التابعة لعمالة فاس، بنتيجة صادمة للمراقبين، وقاصمة للمنافسين: 204 أصوات لمرشحة الحمامة مقابل 10 فقط لمنافستها الوحيدة المنتمية الى حزب الاستقلال.
هذه النتيجة الكاسحة لم تكن ضربة حظ، بل تجسيد حيّ لتحكم الحزب في مفاصل الخريطة السياسية بالمنطقة، خصوصاً وأن أولاد الطيب لطالما شكّلت إحدى القلاع الانتخابية الصلبة للأحرار، لكنها اليوم تؤكد من جديد أنها قلعة منيعة لا تنكسر.
منسقية منظمة.. ولعب على المكشوف
النتائج تكشف بما لا يدع مجالاً للشك عن إدارة محكمة للمعركة من طرف المنسق الإقليمي يونس رفيق، الذي برهن عن حنكة سياسية وقدرة على الحشد والتعبئة الميدانية، معزَّزاً بدعم المنسق الجهوي محمد شوكي الذي ظهر في صورة “مهندس الفوز الهادئ”.
التحالف التنظيمي بين القيادة الجهوية والمحلية ساهم في رسم ملامح انتصار ناعم لكنه قوي، بقيادة رئيس الجماعة مرتضى عبد اللطيف، الذي أحكم ضبط الإيقاع السياسي والتنظيمي بشكل لافت، إلى جانب المستشار البارز عن الدائرة 10، حسن الخضراوي، الذي استطاع أن يحوّل الحملة الانتخابية إلى استفتاء شعبي على شرعية الأحرار بالمنطقة.
قراءة في المشهد: هل فقد الخصوم البوصلة؟
في مقابل هذا الإنجاز، تبدو الهزيمة التي تلقّتها منافسة مرشحة الأحرار أشبه بـانهيار كامل للخصم المحلي، سواء من حيث الحضور الميداني، أو من خلال ضعف التعبئة والامتداد داخل الدائرة. عشرة أصوات فقط؟! إنها ليست خسارة انتخابية فقط، بل رسالة واضحة بفقدان التأثير والشعبية، إن لم تكن دعوة غير مباشرة لإعادة النظر في أساليب العمل والتنظيم.
أبعد من الدائرة.. استراتيجية وطنية تتبلور
رغم أن الحدث يبدو محلياً في طبيعته، إلا أن أبعاده تتجاوز ذلك بكثير. فحزب التجمع الوطني للأحرار يبدو عازماً على إعادة رسم خريطته الانتخابية من القواعد، اعتماداً على منهج “الفوز بالدقة لا بالكثرة”. وهذا ما تُثبته الانتصارات المتوالية في الانتخابات الجزئية على امتداد التراب الوطني.
إنها ليست مجرد انتخابات، بل محطات تأكيد هيمنة سياسية متنامية، يقودها الحزب برؤية مستقبلية، تحسُّباً لأي مفاجآت في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، سواء من حيث تغيّر نمط الاقتراع، أو التقسيم الترابي للدوائر.
بانتصارها الجديد في أولاد الطيب، تكون “الحمامة” قد وجّهت رسالة صريحة: نحن هنا، أقوياء، منظمون، ونتمدد. ويبقى السؤال مفتوحاً: من لديه القدرة فعلاً على إيقاف هذا الزحف الانتخابي المنظَّم لحزب بدأ يشتغل بمنطق الاكتساح أكثر من منطق الحزب؟






