شرطة الحدود تطيح بعضو خطير في شبكة دولية لتصفية الحسابات الإجرامية بين أوروبا وشمال إفريقيا

في عملية أمنية دقيقة تؤكد من جديد جاهزية الأجهزة الأمنية المغربية في التصدي للجريمة العابرة للحدود، تمكنت مصالح الأمن الوطني بمطار ابن بطوطة الدولي بطنجة، مساء الثلاثاء 7 أكتوبر، من توقيف فرنسي من أصول جزائرية يبلغ من العمر 32 سنة، كان موضوع نشرة حمراء دولية صادرة عن منظمة الأنتربول بطلب من القضاء الفرنسي.
وجرى ضبط المشتبه به مباشرة بعد نزوله من رحلة جوية قادمة نحو التراب الوطني، حيث أسفرت عملية تنقيطه عبر قواعد بيانات الأنتربول عن كونه مطلوبا دوليا لتورطه المفترض في قضية اختطاف واحتجاز وتهديد بالقتل، وهي جرائم صنفتها النيابة العامة الفرنسية ضمن الجرائم الخطيرة المرتبطة بعصابات الاتجار الدولي في المخدرات.
وتشير المعلومات القضائية المتاحة أن الموقوف يشتبه في مشاركته خلال سنة 2024 في اختطاف مواطن من جنسية بلجيكية بمدينة بروكسيل، قبل أن يتم نقله واحتجازه فوق التراب الفرنسي، وذلك في إطار تصفية حسابات بين شبكات إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والأقراص المهلوسة. وتؤكد المصادر أن الضحية كان على صلة بإحدى شبكات التوزيع الأوروبية قبل أن يقع ضحية “تصفية مافيوزية”.
ومباشرة بعد توقيفه، تم إخضاع المعني بالأمر لإجراءات مسطرة التسليم القضائي وفق القوانين المغربية المنظمة للتعاون القضائي الدولي، حيث أحيل على النيابة العامة المختصة بمدينة طنجة، في انتظار استكمال باقي الشكليات القانونية المتعلقة بطلب تسليمه إلى السلطات الفرنسية.
وفي السياق ذاته، تولى المكتب المركزي الوطني للأنتربول بالرباط، التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، إبلاغ نظيره في باريس بشكل رسمي بإيقاف المعني بالأمر، وذلك في إطار التنسيق الأمني الدولي.
ويأتي هذا التدخل الاحترافي ليعزز الدور المتنامي للمغرب كفاعل محوري في مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، خاصة وأن المملكة تعد شريكا استراتيجيا لمجموعة من الدول الأوروبية في مواجهة شبكات المخدرات وتبييض الأموال وتهريب البشر. كما تندرج العملية في إطار تفعيل آليات التعاون الأمني الثنائي ومتعدد الأطراف الذي تعتمده المديرية العامة للأمن الوطني بشراكة مع الأنتربول ووكالات أمنية دولية.