سياسة

تحليل إخباري: الاحزاب السياسية تتخلى على التأطير و تتشدق” بمواسم” الحناء و الختان

يبدو أن هناك شيىء غير طبيعي داخل الاحزاب السياسية التي يبدو أنها فقدت بريقها بشكل نهائي و هي التي تساهم و تتحمل المسؤولية في عزوف المغاربة على التوجه الى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات التي تشهدها الممكلة بين الفينة و الاخرى.

الاحزاب السياسية اليوم غابت بشكل كلي عن تأطير المواطنين و قطعت مع تنظيم لقاءات حزبية تكوينية و قتلت ما تبقى من التنظيمات الموازية و خاصة ما يتعلق بالشباب و المرأة و غير ذلك من الهيئات الموازية التي كانت خزانا للقيادات السابقة و منارة من منارة الاحزاب التي تشارك في مناقشة القضايا الوطنية والترافع على المصلحة العامة و الدفع بالنخب الى ولوج البرلمان للتشريع.

واقع اليوم أصبح أكثر ضبابية و الاحزاب إنغمست في أنشطة جديدة و ما يهمها هو الخزان الانتخابي وحولت شهر رمضان المبارك الى شهر التسابق على تنظيم “موسم” حفلات الحناء قبيل و خلال ليلة القدر.

“ليلة خير من الف شهر “حولتها الاحزاب و جمعيات التهريج الى ليلة الاحتفالات و الاهازيج و الدفع بالموالين للاحزاب الى إستقطاب أكبر عدد من الاطفال و الطفلات لنقش لهن الحناء و تخصيص لهن حفل وهمي و الدفع لاعطاء لهن كسوة العيد و هو ما يدفع الى إفراز مجتمع ينتظر الصدقات و يمتهن التسول الاجتماعي.

و تعج منصات التواصل الاجتماعي بصور الجمعيات و الاحزاب وهي تتباهى بمواسم حفلات الحناء و تعمد الكثير منهم الى نشر صور للاطفال و الطفلات خارج ميثاق حقوق الانسان و هو ما قد يدخلهم في جرائم الاتجار بالبشر وكذلك توزيع منشورات على نطاق واسع يظهر الساسة منهم يحمل صفة برلماني(ة) الامة وهم يوزعون كسوة العيد من النوافذ المحصنة بالشبابيك الحديدية حتى لا تتدفق عليهم النسوة اللواتي تعلموا التسول مع ما تمليه الوضعية الاجتماعية من إهانة للجميع و إهانة لتطور المغرب و إهانة للدفع بالمنظمات الدولية و الخصوم الى نشر الصور بمواقعهم و التعليق عليها بطرقهم الخاصة .

 

إفرازات الاحزاب السياسية هي بذاتها لا تدفع الى العمل السياسي النبيل و الهادف من خلال غياب و قتل تأطير المواطنين و الذي يوازيه نشر ثقافة التسول لدى فئات كبيرة من المجتمع و خاصة التي تعاني الهشاشة و المنحدرة من الاوساط الشعبية بحيث انه غالبا ما ينظم “مواسم “حفل الحناء بالاحياء الشعبية الاهلة بالسكان و هي التي تعتبرها الاحزاب كخزان إنتخابي ثمين لا يمكن التخلص منه و انه يتم مواكبة ساكنته من خلال تنظيم عدة مواسم تتعلق بحفلات الختان الجماعية الى حفلات ليلة القدر و الى توزيع عليهم “قفة “رمضان .

العمل السياسي النبيل لدى الاحزاب الجادة و التي تخدم مصلحة المواطنين و تدافع عن الوطن و تترافع على ثوابت الامة هي الاحزاب التي يجب ان تكون في المغرب،أما أحزاب المصالح الشخصية و الاهداف الضيقة فإن زمنها ضيق كعملها السياسي الذي تقدمه و الذي يلازم مواسم حفلات الحناء و الختان و دفع الاتاوات و الجزية للكتلة الناخبة لحفاظ على الخزان الانتخابي و الاصوات المعبر عنها بواسطة نشر ثقافة التسول داخل المجتمع.

فاس24: عبدالله مشواحي الريفي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى