سياسة

تحليل إخباري:حرب الطواحن داخل حزب العدالة و التنمية بسبب الوضعية المالية لبنكيران

بعد أن كانت قيادات حزب العدالة و التنمية و قطاع الشبيبة في الأمس القريب،يعتبرون عبدالصمد بلكبير من منظري “المصباح” و هو الذي لا يخلوا من تأطير كل اللقاءات و سار المرجعية المذهبية لدى فئات عريضة و أصبح المطلوب رقم 1 لتأطير المهرجانات الخطابية و اللقاءات الشبابية،غير انه تحول في رمشة عين إلى دخيل عن الحزب و ووجهت له اتهامات بحشر أنفه في الشؤون الداخلية “للبيجيدين” بسبب حديثه عن حالة بنكيران و عن معاشه السمين.
فبعد الخرجة الغير الموفقة لعبدالصمد بلكبير للحديث عن الوضعية المالية لرئيس الحكومة السابق عبدا للاه بنكيران و المصنف اغنى سادس سياسي له رصيد سمين داخل الحسابات البنكية و العقارات،حتى بات يدافع عنه بلكبير و يتهم قيادات العدالة و التنمية بالوقف في وجه بنكيران و حجب عليه المعاش البرلماني و عائدات الحزب من مطبعة و أموال حركة التوحيد و الإصلاح و ما أدراك ما أموال الحركة.
و لم يكن ينتظر المتزلف و المحلل و المؤطر للقاءات حزب العدالة و التنمية اليساري السابق عبد الصمد لكبير،هذا السخط و اللغط و الهجوم اللفظي الذي سيلاحقه بسبب خرجته الإعلامية التي كشف فيها عن عورة بنكيران المالية ،و ذهب دفاعه عن صديقه انه يعيش على حافة الإفلاس و انه يفتش لكي يعمل كسائق لطاكسي بعد ان قررت الأمانة حجب التعويضات على رئيس الحكومة السابق و الأمين العام السابق لحزب العدالة و التنمية،الذي يبدو يعيش حالة متردية في حياته اليومية و يصعب عليه مواجهة الضيوف رغم انه يتوفر على معاش استثنائي قدر في سبعة ملايين و غير ذلك من المداخل الضخمة .
بلكبير يبدو مدفوعا من طرف صديقه بنكيران و الذي يكن له الحب الأبدي ،و عمد الى خرجة جلبت عليه السخط و حركت صقور العدالة و التنمية لمهاجمته ووصفه بأقبح النعوت و بالدخيل على الحزب و بالشخص الغير المرغوب فيه لزرع الفتنة بين “الزعيم” و القيادة و غير ذلك من الألفاظ الجارحة.
و قاد مصطفى الرميد حملة الهجوم على عبد الصمد بلكبير،فيما قرر موقع الحزب الرد رسميا على تصريحاته بطريقة مهينة تكشف واقع عبدالصمد بلكبير و مكانته الغير المحترمة داخل “المصباح” و الشخص القادم من اليسار و الذي أصبح غير مرغوب فيه،فيما تعالت الأصوات إلى قطع معه كل العلاقات و عدم استدعائه في المستقبل الى أي لقاء و الشخص الذي تجاوز حجمه الطبيعي.
وكشف بلكبير عن معطيات غريبة في خرجة إعلامية لم يرد عليها بنكيران، من بينها عدم قدرته على توفير ما يقدمه لضيوفه من شاي وحلويات، وأنه كان يعيش ضائقة مالية دفعته إلى التفكير في الاشتغال كسائق طاكسي لتوفير مورد للعيش، وقال بلكبير إن “بنكيران اضطر لما كان رئيس حكومة أن يتخلى عن كل شيء، عن جزء من المطبعة وعن المدرسة، وبقي له فقط التقاعد البرلماني الذي حرم منه الجميع”. وأضاف بلكبير أن “بنكيران كان سيقدم على شيء سيحرج الدولة، فكان سيعمل كسائق طاكسي، بسبب ضائقته المادية، كما أنه طالب الحزب بأن يمنحه مليون سنتيم شهريا من أجل ضمان مورد لعيشه، لكن قادة الحزب رفضوا ذلك”.
نشر غسيل “الزعيم “بنكيران” له ما له من تبعات سياسية ستقص ظهر حزب العدالة و التنمية،و ستفضح التيارات التي كانت تحارب بنكيران و تسعى جاهدة الى الحفاظ على مناصبها الوزارية و كيف تنازل العثماني عن كل شيء من أجل منصب رئيس الحكومة و كيف قاد الرميد المفاوضات من اجل الحفاظ على المكاسب و إن اقتضى الامر حتى بيع الحزب في “الخردة” السياسية،و كيف وجد أنصار بنكيران نفسهم و حجمهم و موقعهم بعد ان تمت محاصرتهم من طرف الرميد و الرباح و العثماني و أعمارة الذين تمكنوا من الحفاظ على مناصبهم الوزارية فيما كان أكبر الخاسرين الوزير السابق إدريس الازمي و معه كاتب الشبيبة السابق خالد البوقرعي و الذي ما فتئ يتباكى على زمن بنكيران في كل لقاءاته الحزبية و هو يستحضر دور بنكيران في نتائج 2015 و 2016.
و يستنتج ان حزب العدالة و التنمية و من خلال الخرجة الإعلامية لعبد الصمد بلكبير و الرد الذي تلاقاه،ان “البيجيدين” يعيشون حربا داخلية طاحنة غير معلن عليها،و ان الصراع قائم و يتطور و ان 2021 ستكون محطة صعبة لحزب العدالة و التنمية لوقف زحف مشاكله الداخلية و أنهم يصعب عليهم تجاوز معادلة بنكيران بعد ان تبين ان العثماني غير قادر عن فعل أي شيء و انه صار بمثابة أمين عام يشبه “الكركوز” الذي يحرك من الخلف و المتحكم فيه من طرف صقور الحزب عكس بنكيران الذي كان يتوفر على كاريزما تتجاوز كل الخطوط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى