المغرب يحطم أرقام استهلاك الكهرباء قياسيًا.. وموجة الحر المبكرة تُربك التوقعات

في مشهد جديد يُسجل في تاريخ الطقس والطاقة بالمملكة، حطم المغرب اليوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025، أرقامًا قياسية في استهلاك الكهرباء، بفعل موجة حر شديدة وغير مسبوقة ضربت البلاد منذ أيام قليلة، دفعت المواطنين والمؤسسات إلى استخدام مكثف لأجهزة التكييف وأنظمة التبريد.
وقد شهد المغرب أمس الاثنين 30 يونيو ذروة استهلاك كهربائي غير مسبوقة، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل منتصف يونيو 2025، الذي وصل إلى أكثر من 7600 ميغاواط، مع توقعات ببلوغ أعلى من ذلك مساء الثلاثاء، ما يؤكد تفاقم الظاهرة وأثرها الكبير على البنية التحتية للطاقة.
حسب خبير متخصص في قطاع الطاقة، فإن الموجة الحارة الحالية تتميز بشدة غير مألوفة، لكنها أيضًا جاءت مبكّرة مقارنة بالمعتاد. ففي العادة، تكون ذروة استهلاك الكهرباء في أواخر يوليوز، مع ارتفاع درجات الحرارة الموسمية. أما هذه السنة، فارتفاع الطلب جاء قبل الموعد المعتاد بأيام، مما يعكس حالة الطقس المتطرفة التي تعيشها المملكة.
ترجع الزيادة الكبيرة في استهلاك الكهرباء أساسًا إلى الاستخدام المكثف لأجهزة التكييف في المنازل والمباني الإدارية والتجارية، كما ساهم القطاع الزراعي بدوره عبر تشغيل مضخات الري، التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهربائية، لتلبية الاحتياجات الزراعية في ظل الجفاف ونقص الأمطار.
سُجلت آخر ذروة في استهلاك الكهرباء يوم 19 يونيو 2025، حيث بلغ الاستهلاك 7620 ميغاواط في الساعة 21:30 ليلاً، وهو ما يمثل زيادة تقارب 1000 ميغاواط أو بنسبة 15.5% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. هذا النمو الكبير في الطلب يشكل تحديًا كبيرًا لقطاع الطاقة، ويستوجب تحضيرات عاجلة لتعزيز قدرة الشبكة الكهربائية وضمان استمرارية التزويد.
هذه الأرقام والموجة الحرارية المبكرة ليست سوى مؤشر صارخ على تأثير التغيرات المناخية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، وتدفع إلى إعادة النظر في استراتيجيات الاستهلاك، والتحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة وكفاءة.
المغرب اليوم في مواجهة واقع مناخي جديد لا يحتمل التأجيل، مع أرقام قياسية في استهلاك الكهرباء وموجة حر غير مسبوقة، ما يدفع الجميع إلى التفكير في حلول عاجلة ومستدامة للحفاظ على التوازن بين الطلب المتزايد والطاقة المتاحة، وضمان أمن الطاقة في المستقبل القريب.






