مجتمع

“الازبال”و الأوساخ تؤثث مدارات فاس المنكوبة و تردي الخدمات يجتاح الأحياء

في صورة مقززة التقطتها زوال أمس كاميرا الجريدة الالكترونية “فاس24″،بمدارة حي الوفاء بنفوذ تراب مقاطعة سايس،تظهر واقع المدينة المتردي الذي أصبح يجتاح مختلف أحيائها،بعد أن تدهور قطاع النظافة الذي تخلى عنه المسؤولين الجماعيين من خلال المراقبة اليومية أو من خلال “غمض” العيون” عن الشركة التي فوت لها تدبير القطاع لسنوات عجاف.
مدار بشارع الوفاء عوض أن يكون مغروسا بالورود و الأشجار،كان له الحض الأوفر من تراكم النفايات داخل حاويات مملوئة عن أخرها و مهترئة او بجوانبها،حتى جعل الدواب تقصده من اجل الاقتيات ما يمكن اقتياته او حتى المساهمة في لمها عند مغادرة صاحب الدابة للمكان ،و الذي يقع في الشارع الرئيسي صوب المستشفى الجامعي او كلية الطب وغير ذلك من المصالح،ناهيك عن العمارات التي قرر أصحابها الإضراب عن فتح النوافذ او العمل على الخروج الى الشرفات لان الرائحة المقززة تزكم نفوسهم.
هي صورة مقززة لواقع مدينة 12 قرن،و هي كذلك صورة تكشف عورات المسؤولين الجدد بمجلس المدينة و لا بمختلف المقاطعات الستة،بعد أن بلعوا ألسنتهم و غضوا النظر عن المرافق، و ذلك لغرض في نفس يعقوب عن شركات التدبير المفوض لقطاع النظافة التي أصبحت فوق القانون لا تحتكم إلى دفتر التحملات و لا الى القوانين المنصوص بها العمل في القطاع الذي يعتبر حساسا و تؤدى لهم الملايير من طرف ضرائب أموال الشعب المتعلقة بالنظافة المفقودة.
قطاع النظافة بفاس ،يعيش أحلك أيامه و إن لم نقل شهوره او سنوات مضت،و ذلك بفعل توغل الشركة المفوض لها التدبير،أو من خلال نهج سياسة غض النضر من طرف المسؤولين الجماعيين الجدد الذين قرروا ان يتخلوا عن كل شيء و يرموا بمصالح المواطنين بقمامة الازبال الخاصة بهم ،و العمل على وضع دفتر التحملات في الارشيف،و لا يستطيع أي شخص الوصول إليه إلا بعد حين،لان الجميع مطلع على العلاقة المتشابكة بين الجماعة و الشركة المفوض لها القطاع المنكوب.
و أمام تردي الأوضاع و الصور المقززة التي تربك سيرنا كل يوم،أصبح من الضروري من المفتشية العامة لوزارة الداخلية و كذلك المجلس الأعلى للحسابات ،تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية النزول إلى الأحياء و الى أبواب المؤسسات العمومية و الساحات الفارغة و الشوارع و مكاتب المسؤولين المكلفين بالقطاع المنكوب، للوقوف على معاناة الساكنة مع الازبال،و كذلك إخراج دفتر التحملات و الذي قد يصدمهم واقع الأوراق بواقع التدبير الذي تسيطر عليه الشركات دون وجود لأي رقابة أو محاسبة من طرف المجالس المنتخبة.
قطاع النظافة منكوب بمدينة فاس وبالجماعات المجاورة،و يظهر ذلك جليا من خلال الحاويات المتهالكة،او الحاويات القصديرية التي لا تصلح لجمع النفايات،و كذلك استغلال حراس الوداديات في جمع و تكنيس “الازبال”،و كذلك نقص في اليد العاملة و المغلوب على أمرها داخل شركة التدبير المفوض،و التي تنهج سياسة “التقية” في توزيع الورود في 8 مارس، بالمقابل قمع العمال أو الوصول الى الاعتداء عليهم بالضرب كما وقع مع سائق شاحنة بجماعة مرابطة للمدينة،و الذي تعرض للاعتداء من طرف المسمى المدير الجهوي،و أن الخوف جعل السائق يرابط منزله بعد ان غادر المستشفى،و هو يعرف مصيره إن حاول الدفاع عن نفسه.
“توغل و تغول “شركات التدبير المفوض و شركات المناولة بالعشرات من المدن و الجماعات الترابية و المؤسسات العمومية،و سيطرتها على كل الصفقات ،و تقديمها لدفتر التحملات من خلال فتر الاضرفة،و بعد ذلك يتم التخلص منه في اول حصة عمل،و الواقع الحقيقي و الملموس هو عين العقل الذي اصبح لا يمكن السكوت عليه و ترك كل شركة تعيث في الارض فسادا دون اي رقيب و لا حسيب،هو من أولويات وزارة الداخلية لفض الغبار على ملفات رفعت عليها اليد لسنوات و تركت مسؤولين جماعيين يطلقوا أيادي الشركات دون حسيب و لا رقيب للعبث في المال العام .فهل تتحرك الجهات المسؤولة لتفجير اخطر الملفات المتعلقة بالتدبير المفوض لقطاعات حساسة داخل الجماعات و المجالس المنتخبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى