حوادث

احتفالات عاشوراء تتحول إلى فوضى: القوات العمومية تواجه ليلة عنف وتخريب في حي شعبي

ليلة أمس، تحول حي سيدي موسى الشعبي بمدينة سلا إلى ساحة حرب حقيقية، حيث اجتاحت فوضى عارمة واشتباكات دامية شوارعه، تحت غطاء ما يُفترض أنه احتفال بذكرى عاشوراء. ما بدأ كمظاهر عادية للاحتفال، سرعان ما تصاعد إلى أعمال تخريب واسعة واعتداءات مباشرة على كل من حاول التدخل، مما كشف عن أبعاد خطيرة لظاهرة “الشعالة” التي باتت تهدد الأمن العام وسلامة المواطنين في العديد من المدن المغربية.

المشهد كان مروعًا. شبان، بعضهم قاصرون، لم يترددوا في إحراق عجلات السيارات وحاويات الأزبال، المعروفة محليًا بـ”البركاصات”، في وسط الشوارع. هذا التصرف لم يتسبب فقط في أضرار مادية جسيمة وتلوث بيئي، بل أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان الكثيف الذي غطى سماء الحي، مثيرًا حالة من الذعر والرعب في نفوس السكان الذين استيقظوا على كابوس حقيقي. لم تقتصر الفوضى على التخريب، بل امتدت لتشمل مواجهات عنيفة بالحجارة مع القوات المساعدة وعناصر الأمن الوطني الذين سارعوا إلى الموقع. أظهرت المقاطع المصورة التي تداولها المواطنون حجم التحدي الذي واجهته السلطات، حيث تعرض رجال الأمن لوابل من الحجارة أثناء محاولتهم فرض النظام.

الأكثر إثارة للقلق والأسف، هو استهداف رجال الوقاية المدنية أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني لإخماد النيران. لقد اعتدى عليهم الشبان بالحجارة، مما يعكس مستوى غير مسبوق من التهور والإفلات من العقاب الذي يشعر به بعض المتورطين في مثل هذه الأعمال. هذا الاعتداء المباشر على من يسعى لإنقاذ الأرواح والممتلكات يطرح تساؤلات جدية حول القيم والسلوكيات التي باتت سائدة لدى فئة من الشباب. السلطات الأمنية باشرت تحرياتها لتحديد هوية المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، في وقت لم تُعلن فيه بعد عن وقوع إصابات جسدية خطيرة أو توقيفات بشكل رسمي.

هذه الأحداث ليست معزولة، بل هي جزء من نمط متكرر يشهده المغرب كل عام بمناسبة عاشوراء. تتحول بعض مظاهر الاحتفال، التي يفترض أنها تراث ثقافي، إلى أعمال عنف وشغب، تستنزف الموارد الأمنية وتسبب خسائر مادية ومعنوية كبيرة. يرى مراقبون أن غياب التأطير الفعال للشباب، وتأثير بعض الدعوات التي تحاول “تحريم” هذه المناسبة مما يدفع البعض إلى التعبير عن تمسكهم بها بطرق خاطئة، إضافة إلى عوامل اجتماعية واقتصادية مثل البطالة والتهميش، كلها تساهم في تفاقم هذه الظاهرة. مواطنون يدعون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ومحاسبة المتورطين لردع هذه الممارسات، إلى جانب تكثيف حملات التوعية بأخطار “شعالة عاشوراء” وضمان عدم تحول الاحتفالات إلى تهديد مباشر لسلامة وأمن الأحياء والمواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى