مهرجان الحمير في مهب الريح: غياب الدعم المالي يهدد هوية ثقافية و إتهامات تلاحق رئيس جهة فاس مكناس بالتنصل من الوعود

في خطوة صادمة، أعلنت جمعية “إقلاع للتنمية المتكاملة” عن تأجيل الدورة 14 من مهرجان بني عمار زرهون، المعروف بـ “مهرجان الحمير”، إلى أجل غير مسمى. يأتي هذا القرار المؤلم نتيجة لعجز مالي خانق، وتجاهل تام من قبل المجالس المنتخبة، وعلى رأسها مجلس جهة فاس مكناس، الذي تنكر لوعوده بدعم هذا الحدث الثقافي الفريد.
“هل نحن قادمون من كوكب آخر؟” بهذه الكلمات المفعمة بالأسى، عبر محمد بلمو، رئيس الجمعية، عن خيبة أمله إزاء تنكر مجلس جهة فاس مكناس لدعم المهرجان، الذي سجلته وزارة الثقافة كتراث وطني لا مادي. وأضاف أن المجلس، رغم وعوده المتكررة، تخلى عن التزاماته، تاركًا المهرجان يصارع من أجل البقاء، معتمدًا فقط على دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومساهمات أعضاء الجمعية.
و في بيان رسمي، عبرت الجمعية عن “أسفها واستغرابها الشديدين” من تنكر مجلس الجهة لتعهداته، مما أدى إلى عجز مالي كبير وتأجيل الدورة 14 من المهرجان. وأكد البيان أن المهرجان “لا يزال يعاني من الحيف والتمييز والحرمان من حقه المشروع في دعم المجالس المنتخبة”، متهمًا إياها بـ “ممارسة حيفها الظالم” و”رفض تفعيل التوجيهات الملكية السامية للنهوض بالعالم القروي”.
يطرح هذا التأجيل تساؤلات مشروعة حول مستقبل هذا المهرجان، الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة. فهل سيتمكن من الصمود في وجه هذه التحديات؟ وهل ستستجيب المجالس المنتخبة لنداءات الجمعية، وتفي بالتزاماتها تجاه هذا التراث الوطني؟
في ظل هذه الظروف الصعبة، يوجه منظمو المهرجان نداءً إلى جميع محبي التراث الثقافي لدعم هذا الحدث الفريد، والضغط على الجهات المعنية للوفاء بتعهداتها. فمهرجان الحمير ليس مجرد احتفال، بل هو رمز للهوية الثقافية للمنطقة، وتراث يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
في محاولة للوقوف على موقف رئيس مجلس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، من الاتهامات الموجهة إليه بنكث الوعود والتنصل من التزاماته، حاولت الجريدة الإلكترونية “فاس24” بإجراء اتصال به. غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث ظل هاتفه يرن دون رد. هذا الصمت المطبق يثير تساؤلات مشروعة حول أسباب هذا التجاهل، وما إذا كان يعكس استخفافًا بالمجتمع المدني والمطالب المشروعة لجمعية “إقلاع للتنمية المتكاملة”. فهل سيخرج رئيس المجلس عن صمته المطبق و المريب، ويقدم توضيحات شافية حول هذه القضية الحساسة، أم سيستمر في تجاهل هذه الاتهامات، مما يزيد من حدة التوتر ويؤجج غضب المهتمين بالتراث الثقافي للمنطقة؟