سياسة

ملف الاحد: قضايا حارقة تواجه جماعة فاس: أحزمة البؤس :مرفق النظافة:قطاع النقل الحضري:تدهور الانارة العمومية:غياب إعادة تأهيل الطرق و البنيات التحتية

فاس24: عبدالله مشواحي الريفي

و أنت تزور مدينة الرباط، أو طنجة، أو مراكش، دون ذكر العاصمة الدرالبيضاء ،تجد الكثير قد تطور بها و باتت هذه المدن تستقبل زوارها بحلل جديدة تسر الناضرين،غير انه اذا أخذتك الاقدار أن تزور فاس العالمة فاس العاصمة عبر الزمان، و ان كتب عليك ان تقطن فيها و تعرف دروبها و أزقتها وشوارعها فإنه ما يخطر الى بالك هو من ساهم في تدمير مدينة 12 قرنا تدميرا، مدينة عبق التاريخ و الحضارة التي تحولت شوارعها  وساحتها الى مطارح للنفايات تنبعث منها الروائح من هنا و هناك.

أحزمة البؤس

فاس التي كتب لها ان تكون مدينة تاريخية  من التأسيس لأكثر من 12 قرنا و شيد بها مسجد القرويين و تحتضن ضريح المولى إدريس الثاني و ما غير ذلك من المدارس و المراكز التاريخية التي تدخل في النسيج العتيق،و جاء بعد ذلك الاستعمار ليؤسس المدينة الجديدة،وخرج المستعمر و ترك المعمار و جائت الاحزاب السياسية و الجماعات المحلية و المجالس المنتخبة لتؤسس لأحزمة البؤس و الفقر التي تحيط بمدينة الحضارة و الثقافة،و باتت عمارات مهددة بالانهيار و أحياء عشوائية تحاصر النسيج العتيق و المدينة الجديدة،و مع ظهور الاحياء الشعبية حتى باتت تفرخ البنية الاجتماعية الهشة و التي تخلف ورائها إنفلات إجتماعي يصعب على الجميع ضبط ما يخرج من تلك الاحزمة و التي  تواجه الكثافة السكانية و تخرج مرافق عمومية متدهورة عجز من خلالها المجلس الجماعي الحالي من مواجهة الواقع و باتت لغة الاستسلام و بيع الاوهام للساكنة تغلب على دورات عمدة المدينة عبدالسلام البقالي المنتمي الى حزب التجمع الوطني للاحرار.

مرفق النظافة:

يبدو ان فاس ستعيش خلال الصيف القادم صيفا حارقا بفعل إرتفاع دراجات الحرارة و كذلك دخول مرفق النظافة العمومية في موت سريري و باتت الشركة المفوض لها تدبير القطاع تستعد لمغادرة المدينة و ذلك بعد ان أنهت صفقتها في سنوات عجاف سمتها الفشل الذريع في مواجهة تسونامي الازبال المنزلية التي تؤثث أحياء فاس العالمة أما الشوارع فكلها مزينة بالاوساخ،فيما الانبعثات السامة دخلت في نشاط نقل غازات سامة الى أحياء المدينة بفعل غياب المراقبة بمطرح النفايات الذي يوجد قرب المركب الرياضي الذي ينتظر ان يكون محط أنظار لاستقبال مباريات كاس إفريقيا فيما كأس العالم بات مستبعدا.

مجلس مدينة فاس خلال دورته الاخيرة سواء في نسختها الاولى او الثانية صادق على دفتر تحملات من أجل التسريع بإستقدام شركة جديدة للمدينة لتجمع النفايات غير ان واقع الحال و الصورة الوردية التي رسمها العمدة ونوابه في واد و الحقيقة تتحدث على ان الصفقة ستطول و ان دفتر التحملات سيندثر و ان ساكنة المدينة لا تثق في العمدة و لا في المجلس الجماعي لانه أظهر عن فشله الذريع في تدبير عدة ملفات سابقة وهو ما يؤكد ان العاصمة العلمية ستغرق في الازبال.

قطاع النقل الحضري و وعود و عهود العمدة  المنكوثة والمتناثرة كالغبار:

عانت فاس قبل بداية جائحة فيروس كورونا مع قطاع النقل الحضري و بات أسطول شركة سيتي باص لا يلبي حاجيات المدينة التي توسع عمرانها و لم تطور خطوطها او تجدد أسطولها،و مع السنوات الاخيرة دخلت الشركة غرفة الانعاش و جاء المجلس الجماعي بعد إنتخابات 8 شتنبر من عام 2021،فكان الملف الحارق الذي سيواجهه في دوراته هو حل مشكل قطاع النقل الذي يهدد السيرورة اليومية للمواطنين و خاصة العمال و الطلبة و التلاميذ الذي ضاع وقتهم في رحلات الشتاء و الصيف للبحث على وسيلة يصلون بها الى كلياتهم و مدارسهم و خدماتهم.

تجرأ العمدة و تكلم بدورات مجلس المدينة وحاول لجم المعارضة وصناعة “البوز” الفارغ،إلا أنه لم يتسطع حلحلة قطاع النقل الحضري و تدخلت وزارة الداخلية لتوفير السيولة فيما الساكنة الفاسية تنتظر الاسطول الجديد،مع العلم ان مدن أخرى تعيش وضعا مستقرا في مجال النقل الحضري الا فاس التي كتب عليها و على اهلها المعاناة اليومية لاكثر من خمس سنوات و كأن واقع الحال المدينة يحكمها العفاريت.

تدهور الانارة العمومية بمختلف المقاطعات الستة.

بعد أن تخل المجلس الجماعي عن خدمات الشركات لتدبير المرفق العمومية وباتت الانارة العمومية يتم صيناتها بما أوتي من مستخدمي الجماعات او من خلال فتح صفقات تجديد او الاشتغال بسندات الطلب لشركات غالبا ما تكون مقربة من المنتخبين،فيما يسجل هو أن احياء فاس سواء منها الراقية او الشعبية او احزمة الفقر و البؤس باتت تغرق في الظلام الدامس و صارت المصابيح العمومية مجرد هيكل حديدي و باتت الاحياء تنشط بها الجريمة و ذلك بفعل غياب الامن الاجتماعي المتجلى في غياب الانارة العمومية و حتى القرى تحصلت على إعادة تأهيلها الا العاصمة العلمية حصدت مجلس جماعي لا يفقه في شيء و لا يعلم ما سيبسق او يؤخر خلال دوراته التي تحولت الى حلبات صراع و الكلام الساقط.

تدهور البنيات التحتية و غياب تأهيل الطرق

و انت تتجول في فاس العالمة إلا و ستواجهك حفر هنا و هناك و ستسير في الطريق و كأنها غير معبدة ،مع العلم ان جل الطرق و البنيات التحتية لم يتم صيانتها او إعادة تزفيزتها منذ عهد العمدة السابق حميد شباط و ان أحياء تزينها المنعرجات و المنحدرات و الحفر السميكة و كأن واقع الحال و كأنك تمشي في حقول و هو ما يسيء الى مدينة تستعد لاحتضان كأس إفريقيا و هي تتوفر على أصفار من البنيات التحتية التي تخدش صورة المغرب من خلال مدينة 12 قرنا.

و في الختام:

يمكن الحديث أن المجلس الجماعي الحالي الذي يستعد لانهاء ثلاث سنوات من تدبير جماعة فاس،لم يتمكن من تنزيل وعوده الانتخابية و لم يتمكن من الخروج من الدائرة الضيقة المظلمة كظلام شوارع و أحياء فاس،و ان المجلس محكوم عليه بالفشل بعد ان بدأ الجميع يبحث عن مصلحته و باتت الاغلبية تتصدع لان موعد الانتخابات لعام 2026 على الابواب و هو ما يعني ان الضربات تحت الحزام سيتلقاها العمدة البقالي و المغلوب على أمره و أن فاس يجب ان يتم إنقاذها من خارج المجالس المنتخبة التي خلف مسؤوليها الزمن و إنخرطوا في المتابعات القضائية لتورطهم في ملفات الفساد و أن القادم سيكون الأحلى.

مشاريع ولاية الجهة:

بعد أن تيقنت سلطات فاس ان المجلس الجماعي لفاس الذي عجز في تنزيل مشروع الميزانية و سقط فيها على مدار سنتين،حتى سارع والي الجهة سعيد أزنيبر الى إستقدام السيولة من مصالح وزارة الداخلية و تكليف شركة العمران لتشييد الحدائق و تجديد مداخل المدن و تنزيل الاوراش الملكية بالنسيج العتيق من خلال فتح محطات لوقوف السيارات و تسليمها لصندوق الايداع والتدبير و هو ما يؤكد ان الصندوق قادم الى فاس لهيكلة المشاريع و الوقوف على الاوراش و ترك العمدة البقالي و اللبار و خيي و غير ذلك يتغامزون في دورات الذل و الهوان لا ينقصها سوى العنوان لتقديم المسرحية “الرديئة”.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى