قضايا
مغاربة ينفذون خطة هروب على متن طائرة تركية بمطار مالطا
في سماءٍ صافية، انطلقت الطائرة التركية، الرحلة رقم TK619، من إسطنبول متجهة نحو مدينة مراكش المغربية، حاملةً على متنها أحلامًا وتطلعاتٍ لمسافرين من جنسيات مختلفة، لكن من بينهم مجموعة من المغاربة، كانت لهم خطط أخرى.
بعد ساعتين من التحليق الهادئ،وبينما كانت الطائرة تعبر الأجواء المالطية، بدأت الأحداث تأخذ منحىً دراميًا. فجأة، أعلن طاقم الطائرة عن حالة طوارئ طبية؛ أحد الركاب المغاربة أصيب بوعكة صحية مفاجئة استدعت الهبوط الاضطراري. وعلى الفور، استجاب برج المراقبة في مطار مالطا الدولي وسمح للطائرة بالهبوط.
حطت الطائرة على أرض المطار، وبدأت الاستعدادات لإخراج الراكب المريض لتلقي العلاج اللازم. ولكن، ما إن فتحت الأبواب، حتى تحولت اللحظة إلى فوضى عارمة. انطلق عدد من الركاب المغاربة في سباقٍ محموم، متجاوزين كل الحدود الأمنية، منتشرين في أرجاء المطار كأنهم في لعبة مطاردة.
كانت المفاجأة كبيرة والصدمة أشد، فالأمر لم يكن مجرد حادث طبي عابر، بل كان هروبًا جماعيًا مدبرًا. سارعت السلطات المالطية إلى التدخل، واستدعت قوات الأمن وحتى الجيش للسيطرة على الوضع. تم تطويق المطار، وبدأت عملية بحث واسعة النطاق لتوقيف الركاب الهاربين، وكان على رأس قائمة المطلوبين ذلك المسافر الذي تظاهر بالمرض، والذي كان العقل المدبر لهذه الخطة.
بينما كان رجال الأمن والجيش يلاحقون الهاربين، كان الراكب المريض، الذي تبين لاحقًا أن وعكته كانت تمثيلية متقنة، يتلقى العلاج تحت حراسة مشددة في أحد مستشفيات الجزيرة.
أما الطائرة، فقد ظلت جاثمة على أرض المطار لمدة ساعتين، في انتظار انتهاء هذه الفوضى، ثم أقلعت من جديد متجهة نحو وجهتها الأصلية في مراكش، لكنها هذه المرة كانت تحمل على متنها ركابًا أكثر توترًا.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فقد شهدت مطارات أوروبية أخرى حوادث مشابهة في السنوات الأخيرة، حيث استغل ركاب مغاربة هبوطًا اضطراريًا لمحاولة الفرار. هذه الوقائع المتكررة دفعت السلطات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في الرحلات القادمة من شمال إفريقيا والمتجهة إلى أوروبا، في محاولة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي لا تسيء فقط إلى صورة المسافرين، بل تثير مخاوف أمنية .