مجتمع

مدن المغرب تغرق في الفيضانات: شعارات زائفة والجماعات المحلية عاجزة عن مواجهة الواقع

تشهد العديد من المدن المغربية هذه الأيام تساقطات مطرية غزيرة، مما يكشف النقاب عن ضعف البنية التحتية في العديد من المناطق الحضرية. فقد تحولت شوارع رئيسية في بعض المدن الكبرى إلى بحيرات من المياه، ما شكل تهديداً حقيقياً للسائقين والمشاة على حد سواء، وسلط الضوء على فشل المشاريع الكبرى التي تم الترويج لها كحلول للتطوير الحضري.

في بعض المناطق السكنية، تسبب هطول الأمطار في غرق المتاجر و المنازل ، خصوصاً في الأحياء ذات البنية التحتية الضعيفة. حيث غمرت مياه الأمطار عدة أحياء سكنية في وقت قياسي، ما دفع السكان إلى توجيه اللوم إلى الجماعات المحلية  بسبب الإهمال وعدم استعدادها لمثل هذه الطوارئ.

وفي وقت لاحق، أظهرت العديد من الأحياء السكنية العشوائية مدى هشاشة البنية التحتية، حيث غمرتها المياه بشكل كامل، مما وضع قاطنيها في مواقف صعبة جداً، وسط غياب تام للتدخل الفوري من قبل الجهات المعنية.

المشاكل نفسها تكررت في مناطق أخرى حيث توقفت شبكات الصرف الصحي عن العمل بسبب التساقطات الكثيفة، مما أدى إلى تراكم المياه بشكل فوضوي في الشوارع والأزقة، مع دخول المياه إلى الطوابق السفلى للمنازل والعمارات. وفي بعض الأماكن، وصلت المياه إلى الأقبية، مما شكل تهديداً حقيقياً على الممتلكات والحياة اليومية للسكان،مع غياب مركز للدرك الملكي دائم بالمنطقة،وهو ما يزيد من حالات الإعتداءات و “الكريساج”،وهو ما جعل بعض المقيمين يوجهون نداءات متكررة الى السلطات.

وقد عبر العديد من المواطنين عن استيائهم الشديد من عجز الجهات المعنية في التعامل مع هذه الأزمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم توجيه الانتقادات الحادة إلى الشركات المحلية المعنية بتدبير الخدمات الأساسية، التي بدت عاجزة عن مواجهة هذا الوضع الطارئ.

المشاكل التي ظهرت جراء هذه الفيضانات تسببت في العديد من الانتقادات لاذعة للسياسات المحلية، حيث اعتبر البعض أن شعارات “المدينة الذكية” و”البنية التحتية التنافسية” مجرد حبر على ورق. فالمواطنون يتساءلون: أين هي تلك الوعود التي تم ترويجها في الحملات الانتخابية؟ وماذا عن مشاريع التطوير التي قيل إنها ستحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم اليومية؟

تساقط الأمطار هذا، أظهر بوضوح هشاشة الجماعات المحلية و الشركات المكلفة بالصيانة وضعف استعداداتها في مواجهة تحديات الطوارئ. ورغم الشعارات الكبيرة التي تروج لها بعض الجماعات المحلية، إلا أن الواقع يظهر فشل تلك السياسات في حماية المواطنين من الكوارث الطبيعية التي أصبحت تهدد حياتهم وممتلكاتهم.

وتساءل أحد الفاعلين المدنيين في تصريح خاص للجريدة الإلكترونية “فاس24″، في أحد المناطق المتضررة قائلاً: “كيف يمكننا الحديث عن التنمية المستدامة وحقوق المواطنين في مدن تغرق مع أول تساقط للأمطار؟”. وبينما يواصل المواطنون معاناتهم، يبدو أن الأمر يحتاج إلى مراجعة شاملة للسياسات المحلية والبنية التحتية قبل أن يتحول الوضع إلى كارثة أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى