متابعة: تحطم طائرة خاصة يهز أجواء مطار فاس سايس ويستنفِر السلطات!

في مشهد صادم لم تعهده المدينة من قبل، اهتزت أجواء فاس عصر اليوم الجمعة 11 أبريل الجاري، إثر حادثة تحطم طائرة خفيفة من نوع “هوكر 800” أثناء محاولتها الهبوط بمطار فاس سايس، ما خلف حالة من الهلع والاستنفار وسط السلطات، وسلّط الضوء مجددًا على واقع البنية التحتية لهذا المطار الذي يعيش أزمة صامتة منذ سنوات.
الطائرة التابعة لشركة “إير أوسيون” الخاصة، كانت تقلّ ثلاثة ركاب قادمين في رحلة داخلية من مدينة مراكش. وقد سقطت الطائرة في لحظة الهبوط، واصطدمت بجدار خارجي قريب من المدارج، مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الركاب، نُقلوا على وجه السرعة إلى المستشفى، في وقت لا تزال حالتهم الصحية مجهولة حتى الآن.
لكن الفاجعة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ علمت الجريدة أن راعي غنم كان يتواجد خلف الجدار لحظة الاصطدام أصيب هو الآخر في الحادثة، مما زاد من حجم الكارثة الإنسانية، وأثار تساؤلات عن مدى احترام معايير السلامة في محيط المطار.
وقد طوّقت القوات العمومية المنطقة بالكامل، مانعة اقتراب المدنيين، بينما باشرت فرق الأمن الوطني والدرك الملكي والوقاية المدنية تنفيذ بروتوكول الطوارئ، مع فتح تحقيق فوري للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الحادث.
لكن الأكيد أن الحادثة لم تأتِ من فراغ. فـمطار فاس سايس يعيش في السنوات الأخيرة على وقع تدهور خطير في جودة الخدمات، وتنامي الشكايات من المسافرين والعاملين على حد سواء.
ويُعتبر هذا الحادث سابقة خطيرة في سجل الحوادث الجوية داخل المطار، ويضع إدارة المطار والجهات الوصية في مرمى الانتقادات، خصوصًا ان تبين اتخاذ قرار تحويل مسارات الرحلات الجوية نحو مطارات بديلة كإجراء احترازي يعكس عدم قدرة المطار على ضمان هبوط آمن للطائرات.
أمام هذه التطورات، يبقى الرأي العام المحلي والوطني في انتظار موقف واضح من الجهات المسؤولة و كذلك دخلت المصالح المختصة على نار الأبحاث القضائية لتحديد أسباب الحادث، ومساءلة حقيقية حول مدى احترام المعايير الدولية في التسيير والسلامة داخل واحد من أكبر مطارات الجهة.