سياسة

مؤتمر العدالة و التنمية يستثني اخنوش و لشكر من حضور جلسته الافتتاحية

في خطوة مثيرة، أعلن حزب العدال والتنمية عن قراره بعدم دعوة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة الحالي، لحضور مؤتمره الوطني التاسع الذي سيعقد في نهاية الشهر الجاري. وقد جاء هذا القرار في إطار التوترات السياسية المتزايدة بين الحزب ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث أشار إدريس الأزمي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إلى أن هذه الخطوة جاءت تجنباً لأي مواقف محرجة أو متوترة قد تطرأ بسبب الخلافات السياسية بين الطرفين.

الأزمي أضاف في تصريحات صحفية أن الحزب يحرص على ضمان أجواء من “الانسجام” في المؤتمرات، ومن هذا المنطلق لم يتم توجيه دعوة لأخنوش بسبب المواقف المتباينة بين الطرفين في العديد من القضايا السياسية والاجتماعية. وفي وقت سابق، نشبت خلافات قوية بين العدالة والتنمية وحكومة أخنوش، في ظل تصريحات متبادلة على خلفية قضايا اقتصادية واجتماعية كانت قد أثارت جدلاً واسعاً.

ومن المثير للانتباه أن هذا الاستبعاد لم يقتصر على أخنوش فقط، بل شمل أيضاً إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. حيث أوضح الأزمي أن هذا القرار يعود أيضاً إلى الخلافات التي لم تهدأ بين حزب العدالة والتنمية وحزب لشكر، خصوصاً بعد التجاذبات التي شهدتها الساحة السياسية مؤخراً.

في هذا السياق، أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أن اللجنة التحضيرية بذلت جهوداً كبيرة لإعداد المؤتمر بحيث يعكس انفتاح الحزب على جميع التيارات السياسية، ولكن في الوقت نفسه، يتعين الحفاظ على الهوية الثابتة للحزب. كما أشار إلى أن وزارة الداخلية لم تلبِّ حتى الآن طلب الحزب بصرف المنحة المخصصة للمؤتمر، وهو ما ألقى بظلاله على سير التحضيرات.

المؤتمر الوطني المقبل للعدالة والتنمية سيكون فرصة لتقييم الأداء السياسي للحزب في السنوات الأخيرة، وكذلك لتحديد رؤيته المستقبلية في ظل التغيرات السياسية المتسارعة في البلاد. يشار إلى أن الحزب سيواصل تأكيد موقفه الثابت تجاه قضايا مثل التطبيع مع إسرائيل، فضلاً عن تقديم دعم مستمر للقضية الفلسطينية، وهي من القضايا التي تشكل محوراً أساسياً في أجندة الحزب و الذي قرر من خلاله دعوة قيادات من حماس لحضور المؤتمر.

مع هذه المستجدات، يتساءل مراقبون عن قدرة حزب العدالة والتنمية على الحفاظ على تماسكه الداخلي في ظل هذه الخلافات، وكيف سيتعامل مع الواقع السياسي المتغير في المغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى