فضائح وزراء و قيادات حزب العدالة و التنمية استقالات أناء الليل و أطراف النهار

يبدو أن البيت الداخلي لحزب العدالة و التنمية مازال يلفض الفضائح المتتالية من خلال موقعة الاستقالات التي سبق و أن هدد بها وزير الدولة مصطفى الرميد على يد رئيس الحكومة العثماني.
فبعدما أن كان وزير الدولة قدم استقالته من منصبه و ذلك من خلال نشرها على الفايسبوك و هي تحمل خاتم وزير الدولة و المكلف بحقوق الإنسان مع العلم انه أصبح مستقلا من ذاته غير انه قرر ان يستعمل الخاتم الخاص بالمنصب الذي قدم منه استقالته.
غير أن استقالة مصطفى الرميد لم تدم استقالته إلا أناء الليل ليتراجع عليها في وضوح النهار،قبل أن يدخل الى قسم العمليات الجراحية بمصحة خاصة ،و كأن واقع الحال أن الوزير كان همه هو تهديد رئيس الحكومة ،و خرق برتوكول التواصل كوزير من خلال إطلاع الجهات العليا على استقالته عبر وسائط التواصل الاجتماعي و الذي تعتبر كسابقة من نوعها من تجاوز البرتوكولات.
و مع العلم أن وزير الدولة سبق له و أن هدد لمرات عديدة بالاستقالة من المنصب الحكومي و ذلك بعد ان كان تورط في فضائح التسيير او محاولة لي الحكومة من اجل الحصول على الامتيازات و المكاسب السياسية و ترجيح كفته على كفة رئيس الحكومة العثماني.
مصطفى الرميد وزير الدولة و المحامي الحقوقي و المعروف بنضالاته المكاسبية،لم يفتح فمه أو يجرأ على تقديم استقالته كما يعمل به في الدول الديموقراطية،و ذلك بعد أن تورط في فضيحة مستخدمته داخل مكتب المحاماة و التي توفيت جراء مرض عضال، انكشف فيما بعد ان الوزير لم يصرح بها لدى صندوق الضمان الاجتماعي لأكثر من 20 سنة،مما زاد من محنة عائلتها و حرمانهم من الحقوق.
فضائح حزب العدالة و التنمية،تزامنت في يوم واحد و كأن واقع الحال أن هناك تنسيق بين الأطراف و القيادات الحزبية من خلال تقديم استقالة رئيس المجلس الوطني و القيادي في “البيجيدي” و عمدة فاس و الوزير السابق الازمي إدريس.
الازمي قدم استقالته من منصبي الحزب،و لكن لم يجرأ من تقديم استقالته من عمدة المدينة و المنصب البرلماني الذي يتقاضى عليهم مبلغ سمين كل شهر،مما جعل المغاربة يسخطون على الازمي و الذي كشف شعاراته المزيفة و التي وصفها “بالديبشخي” و “البيلكي”،و هذا يعني أن الازمي يهمه المنصب المالي و أصبح متجاوزا للمنصب السياسي و الذي لم يعرف مسارات النضال بعد ان ساعده زعيمه في “الدوبلاج” و التموقع داخل الحزب بين عشية و ضحاها.
استقالة الازمي و التي مما لا شك فيها سيتراجع عليها في اليومين القادمين،و ذلك بعد ان قررت قيادة الحزب عقد اجتماع للمكتب السياسي و الدعوة الى التمسك بالازمي و تخصيص زيارة له بمسكنه بالرباط لثنيه على التراجع .
استقالات أناء الليل و التراجع خلال أطراف النهار،أظهرت أن قيادات ووزراء حزب العدالة و التنمية لا مبدأ لهم لا في قرارتهم الشخصية و لا في مبادئهم السياسية و التي تراجعوا عن شعارات زمن النضال و عملوا على إسقاط “سراويلهم” في كل المحطات،و خاصة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل او قرار تقنين القنب الهندي “الحشيش”.
الغريب في الامر ان خلال فترة تنزيل الاستقالات على الفايسبوك،كان رئيس الحكومة العثماني يتلعثم في لقاء جهوي بجهة فاس/مكناس،و ظهر في لقاء تواصلي عن بعد مرتبكا لم يتسطيع تقديم أو تأخير منجزاته المفقودة،فيما ظل يردد كلاما متجاوزا على طريق الببغاء،و هذا ما يظهر ان الحزب مهدد بالانفجار و سيكون ذلك مع قدوم الانتخابات و غربلة اللوائح الجهوية و الوطنية و التي مازال يتحكم فيها أتباع بنكيران.
ووصف متتبعون ،ان إستقالة الرميد و الازمي تدخل في نطاق الابتزاز السياسي من اجل الحصول على المكاسب لا غير،و ان صقور “البيجيد” يتحركون بتعليمات زعيمهم بنكيران،و اضاف ان التراجع على الاستقالة هو يدخل ضمن المثل المغربي “معندهومش الكلمة”،مما لا يعني ان قيادات العدالة و التنمية باعت نضالاتها و تنزالت على شعارتها بشكل غير أخلاقي .