فرنسا تفقد شركائها الأفارقة و الرئيس ماكرون يتعرض لانتقادات لاذعة و انتفاضة شعبية

يبدو ان الرئيس الفرنسي يعيش أحلك أيامه السياسية و الديبلوماسية و خاصة عندما أعلن زيارات مكوكية الى مجموعة من عواصم الافريقية في محاولة تبييض خرجاته المفضوحة اتجاه القارة التي باتت ترفض قرارته و التي يحن من خلالها الى الاستعمار الجديد الذي ولى لقرون مضت.
سياسة الرئيس الفرنسي التي ينهج فيها “الكيل بالمكيالين” و كانت بوادرها مع المملكة المغربية بعد ان دفع ببرلماني حزبه الى الهجوم على مصالح المغرب بالبرلمان الأوروبي و تبنيه سياسة عدائية في محاولة تركيع المملكة التي يبدو انها نجحت في كل المجالات فيما سياسة ماكرون باتت من الماضي و ان فرنسا لا يمكن لها لي ايادي الافارقة من خلال تقارير مغلوطة.
و مع تزامن الزيارة الملكية التي قودها جلالة الملك محمد السادس الى إفريقيا و ذلك لدعم الدول كما هو الشأن مع دولة الغابون الشقيقة و كذلك الزيارة المرتقبة الى دولة السينغال وجد الرئيس ماكرون نفسه في وضع لا يحسد عليه و قرر إعلان زيارات مفاجئة الى أربع دول افريقية من اجل تبييض مساره السياسي المهزوز داخليا و خارجيا و خاصة بعد تخليه عن التزاماته اتجاه أوكرانيا و تركها تستقبل صواريخ روسيا بدون شفقة و لا رحمة .
الرئيس الفرنسي وجد نفسه في وضع حرج في ندوة صحفية عقدها مع الرئيس كونغو الديموقراطية بالعاصمة كنشاسا،و حاول ماكرون تبرير خرجاته بصناعة صحفية غير ان الرئيس أوقفه الى حده و كادت الأوضاع ان تخرج عن السيطرة بعد تبادل الاتهامات و رفع الايادي بين الطرفين فيما كان ماكرون يحن الى الاستعمار كانت قاعة اللقاء يعمها التصفيقات على إنتفاضة الرئيس الافريقي.
نفس الشيء لاقاه ماكرون بجميع العواصم الافريقية التي زارها و كانت برودة الأجواء الديبلوماسية هي سيدة الموقف فيما خرجت الشعوب في مسيرات شعبية احتجاجية تطالب برحيل ماكرون و رفض زيارته و الانهاء مع التدخل الفرنسي بإفريقيا و التي كانت الحديقة الخلفية لفرنسا لاجتثاث الخيرات الطبيعية.
و مع هزائم ماكرون الديبلوماسية عالميا و بالقارة الافريقية،خرجت دولة مالي ببلاغ تاريخي تدعو فيه ماكرون عدم حشر أنفه و التدخل في شؤون البلاد و العمل على إنهاء السياسة الاستعمارية من خلال خلق حروب بين الشعوب و الاخوة ،و انا إفريقيا غير محتاجة لأي دعم غربي و خاصة فرنسا التي تخدم مصالحها و تستنزف خيرات إفريقيا من ذهب و معادن ثمينة.
و لعل ان الرئيس الفرنسي قد لقن له درسا لن ينساه أبدا في مساره السياسي و الديبلوماسي و تيقن انه غير مرغوب فيه و انه اصبح مفضوحا و لا يمكن لفرنسا ان يقودها رئيس مزاجي يسعى الى استنزاف خيرات البلدان الافريقية و يسعى الى الاستعمار الجديد.
فبينما فرنسا تعيش على وقع احتجاجات داخلية بسبب سياسة الرئيس ماكرون نجد بلدان أوروبية راجعت نفسها وقررت السير قدما مع ربط علاقات وثيقة و سياسة “رابح رابح” مع كل الدول الافريقية كما الشأن مع الجارة الاسبانية التي شهدت مؤخرا تقدما نوعيا في الديبلوماسية الخارجية من خلال تبني مواقف واضحة وصريحة مبنية على احترام الاخر و الانفتاح على كل البلدان.






