سياسة

فاس تُفشل رواية “المتزلفين”.. مشاريع التأهيل مستمرة والشائعات تنهار أمام الوقائع

في الوقت الذي تسير فيه مدينة فاس بخطى ثابتة نحو استقبال كأس إفريقيا للأمم 2025، وفي ظل ورش تنموي واسع غير مسبوق لإعادة تأهيل بنياتها التحتية، خرجت أصوات محدودة، معروفة بولائها لمنظومة الريع السابقة، لتروّج لمزاعم “توقف الأشغال” بسبب إعفاء الوالي السابق معاذ الجامعي، في محاولة يائسة لضرب هبة الدولة وزرع التشكيك في دينامية المشاريع الجارية.

هذه الحملة التي يقودها بعض “المتزلفين” عبر تدوينات فاقدة للمصداقية، تتجاهل أن المشاريع الجارية اليوم في فاس ليست رهينة بأشخاص، بل تنطلق من رؤية مركزية مؤطرة بتعليمات ملكية سامية، وتخضع لمراقبة دقيقة من وزارة الداخلية، في إطار الاستعدادات الوطنية الكبرى لاستقبال كأس إفريقيا وكأس العالم 2030.

مشاريع انطلقت قبل الجامعي واستمرت بعده

الأشغال الجارية حالياً لإعادة تهيئة ما يفوق 21 شارعًا رئيسيًا بفاس، ليست وليدة فترة الوالي الجامعي، بل امتداد طبيعي لمشاريع أُطلقت في عهد الوالي الأسبق سعيد أزنيبر، وشملت طرقًا استراتيجية منها طريق إيموزار، طريق صفرو، شارع باحنيني، والطريق المدارية 360، المؤدية نحو وادي السد التلي، في أفق مواصلة الهيكلة بعد نهاية كأس إفريقيا.

وقد تزامن تنصيب الوالي الجامعي يوم 26 أكتوبر 2024 ليقضي أقصر فترة في تاريخ الولاة الذين تعاقبوا على فاس بعد أن سمع قرار إعفاءه يوم الإثنين 9 يونيو الجاري، مع إعلان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت عن تخصيص 12 مليار سنتيم لفائدة فاس، ضمن رهان لتحويلها إلى قطب اقتصادي وسياحي، ما سمح بتوسيع نطاق الأشغال لتشمل 16 شارعًا إضافيًا، بفضل سيولة مالية وفّرتها وزارة الداخلية في إطار مخطط وطني لتأهيل المدن المحتضنة للتظاهرات القارية والدولية المقبلة.

استبعاد “العمران” وإحداث شركة بديلة

من أبرز التحولات التي رافقت تنزيل هذه الأوراش، قرار وزارة الداخلية استبعاد شركة العمران من المشاريع المفتوحة، بعد رصد مخاوف من تحويل محتمل لميزانية كبرى لصالحها، وتم تعويضها بـشركة “فاس للتهيئة”، التي أُسست خصيصًا لهذا الورش، وتضم طاقمًا تقنيًا عالي الكفاءة، من بينهم عشرة مهندسين، تحت إشراف مدير خبير سبق أن ساهم في مشاريع تأهيل الرباط، الصخيرات، تمارة، و تثنية شبكة السكك الحديدية بين فاس ومكناس.

توقف مؤقت خلال العيد… واستئناف سريع

وقد عرفت الأشغال توقفًا مؤقتًا خلال فترة عيد الأضحى، بسبب العطلة السنوية للعمال والمستخدمين، والتي لم تتجاوز عشرة أيام، على أن تستأنف الأشغال بشكل اعتيادي في الأسبوع، وفق الجدولة الزمنية المرسومة من طرف الجهات المركزية بوزارة الداخلية.

حملات مفضوحة وأصوات فقدت امتيازاتها

محاولات التشويش عبر الحديث عن “توقف الأشغال” أو ربطها برحيل شخص بعينه، ما هي إلا محاولات مكشوفة لإرباك الرأي العام، تقودها فئة ضيقة خسرت مواقعها مع نهاية مرحلة الريع السياسي والإداري، وتحاول اليوم العودة عبر تضخيم الفوضى وتبرئة رموز الفساد السابقين، رغم أن الدولة تسير وفق رؤية مؤسساتية لا تقف على أشخاص.

وفي ظل هذا السياق، تواصل جريدة “فاس 24” دورها في نقل الحقيقة كما هي، بتعدد مصادرها ومصداقية خطها التحريري، من أجل تنوير الرأي العام الوطني والمحلي، بعيدًا عن الاصطفافات  أو الانخراط في خطاب التضليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى