فاس تحت نار الصيف.. حرّ خانق، انقطاعات ماء، لا مسابح ولا حدائق والمجلس الجماعي يتفرّج من قاعاته المكيّفة!

تعيش مدينة فاس هذه الأيام واحدة من أقسى موجات الحر التي عرفتها في السنوات الأخيرة، حيث تشهد درجات حرارة خانقة تصل إلى 43 درجة مئوية، في وقت تغيب فيه كل الوسائل الحضارية للتخفيف من لهيب الصيف، لتتحول الحياة في العاصمة العلمية إلى معاناة يومية خانقة.
ووفق توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية ليوم غد الأربعاء، فإن الطقس الحار سيستمر بقوة في المناطق الداخلية غرب الأطلس، والجنوب الشرقي، وداخل الأقاليم الصحراوية، ضمنها مدينة فاس، التي تُسجّل من أعلى المعدلات الحرارية على الصعيد الوطني، وسط ظروف مناخية صعبة.
في المقابل، تفتقر فاس كلياً للمسابح العمومية، والفضاءات الخضراء أصبحت ذابلة بسبب موجة الجفاف والإهمال، حيث لم تعد الحدائق تؤدي دورها كمتنفس، بعدما ذبُلت الأعشاب ونفقت النباتات، وسط انقطاعات متكررة في التزوّد بالماء الشروب طالت عدداً من أحياء المدينة، دون سابق إنذار.
وكأن لهيب الحر لا يكفي، حتى تحاصر الروائح الكريهة المتصاعدة من مطرح النفايات المدينة، في صورة بيئية صادمة، تعكس غياب رؤية حقيقية لدى المسؤولين المحليين لتحسين جودة العيش.
ورغم كل هذا، فإن المجلس الجماعي لفاس يبدو غائباً عن الميدان، يراقب الوضع من داخل مكاتبه المكيفة، فيما المواطنون يكتوون بحرارة الصيف وتبعات الإهمال. ساكنة محرومة من أبسط البنيات الترفيهية والصحية، في زمن يُفترض أن تُخصص فيه الجماعات ميزانيات عاجلة لمجابهة آثار التغيرات المناخية.
هذا ومن المرتقب أن تتشكل كتل ضبابية محلية بالواجهة المتوسطية والسواحل الشمالية والوسطى، مع احتمال نزول قطرات مطرية أو زخات رعدية محلية بالأطلس والسفوح الجنوبية الشرقية وأقصى جنوب البلاد. كما يُتوقع هبوب رياح قوية نسبياً، خاصة بمنطقة طنجة، الجنوب الشرقي، وجنوب الأطلس، قد تكون مرفوقة بتطاير الغبار محلياً.
أما البحر، فسيكون هادئاً إلى قليل الهيجان في الواجهة المتوسطية، وقليل الهيجان إلى هائج بباقي السواحل.
وفي ظل هذا المشهد، تزداد معاناة سكان فاس يوماً بعد يوم، حيث لا طير يطير، ولا قط يسير، في مدينة أُنهكت حرّاً وإهمالاً، بينما لا تزال المجالس المنتخبة تكتفي بالمشاهدة… من بعيد.