عمدة فاس يترك المدينة تغرق و مجلسه يعيش صراعا مريرا
يبدو أن فشل البقالي عمدة فاس ،بدأت ملامحه تسيطر على تدبير شؤون المجلس الجماعي،و ما أن كان الغيث قويا أمس الثلاثاء و صباح اليوم الأربعاء،كان بالمقابل غياب المجلس و رؤساء المقاطعات عن هموم المواطنين الذين غرقوا في الأوحال و تسببت الفيضانات في غرق أقبية العمارات،فيما منسوب المياه طفا فوق الشوارع و الأزقة و لم تجد لها مجاري .
ممرات انقطعت بسبب مياه الأمطار و تشكلت برك مائية بالأحياء،فيما البنيات التحتية متهالكة،و الازبال تغطي الفضاءات و المساحات دون أن يكلف المجلس عناء نفسه لتفقد المدينة.
عمدة فاس،يبدو أن مهمته التي أتى بها إلى مجلس المدينة،تتجلى في السفريات إلى الخارج، و هدر المال العام في تنظيم لقاءات لمجموعة من التيارات المقربة من أعضاء مجلسه ،و أن همه ليس ساكنة فاس بقدر ما هو كيف وصل الى العمودية على غفلة من الجميع،بعد ان كان التحاقه بحزب الأحرار لم يمر عليه ثلاثة أشهر،و الذي كان عاش منبوذا داخل حزب الكتاب بعد أن تخلى على المناضلين الشيوعيين لفترات طوالا،و اختار ركوب موجة الحمامة التي أوصلته الى عمودية فاس.
العمدة يطلق تصريحات كثيرة و يتكلم كثيرا،و لكنه لم يستطع حل مشاكل ساكنة فاس،و خاصة فيما يتعلق بالتدبير المفوض لقطاع النقل العمومي،فرغم إنذاراته المتكررة فإنه لم يفعل أي شيء و لم يحرك المياه الراكدة بالشركة.
عمدة فاس،شأنه شأن ملفات التدبير في قطاع النظافة،و الذي بارك عمل الشركة،و التقط الصور في تدشين آليات جديدة لم يظهر لها أثر بالشارع العام،و لم يستطع رئيس المجلس الجماعي لفاس النبش في ملفات التدبير المفوض لقطاع النظافة و الذي ظلت الشركة تستعمله لسنوات مضت دون اي تغيير يذكر،و كأن حال رؤساء الجماعات الذين تناوبوا على المدينة يباركون بشكل مباشر عمل الشركة المفوض لها قطاع النظافة،و التي كانت محطة انتقادات بعدة مدن و جماعات،و كأن أخرها بمدينة صفرو التي طالب رئيسها لجان المفتشية العامة لوزارة الداخلية و قضاة المجلس الأعلى للحسابات النزول لافتحاص تلك الشركة و الوقوف على عملها و التدقيق في دفتر التحملات و الكشف عن الخروقات و خاصة فيما يخص الآليات التي يتم تسجيلها و كذلك اليد العاملة ،و كذلك معمل فرز النفايات بطريق سيدي أحرازم الذي تحول الى مستودع للشركة و توقف عن الفرز مباشرة بعد تدشينه.
و ما أن صعد العمدة البقالي إلى مجلس جماعة فاس،حتى بدأت ملامح انهيار أغلبيته تظهر في الأفق ،و ذلك في غياب الانسجام المشكل للتحالف الهش و كذلك غياب إستراتجية العمل و الصراعات الداخلية بين الأطياف السياسية و التي يحاول كل حلف السيطرة و السطو على المصالح،ناهيك عن القمع و الحنين الى سنوات الرصاص التي ينهجها البقالي في قمع المعارضة و تكليف “البلطجية” لاخراج منتخبين بالقوة من قاعة الجماعة التي هي ملك الدولة و ليست محفظة في ممتلكاته الخاصة.
فاس تبكي لحالها،و ساكنتها تستجدي الجهات المعنية التدخل لحل مشكل قطاع النقل الحضري الذي دخل في غيبوبة مثله مثل منتخبي المدينة الذين تراجعوا الى الوراء تاركين المدينة تغرق مع كل تساقطات مطرية قوية،و كذلك النبش في دفتر تحملات قطاع النظافة،و التوجه الى المرافق العمومية و الوقوف على كيفية تدبيرها و كذلك عن المال العام الذي يتم تحصيله من تلك المرافق المتعددة.