مجتمع

عامل إقليم صفرو الجديد يقص شريط مهرجان حب الملوك وسط فوضى تنظيمية وانتظارات شعبية بإصلاح حقيقي

قصّ عامل إقليم صفرو الجديد، إبراهيم أبوزيد، مساء الخميس، شريط افتتاح مهرجان “حب الملوك” في دورته الحالية، في لحظة احتفالية ظاهرها البروتوكول، وباطنها مؤشرات على بداية مرحلة إدارية جديدة في إقليم يعيش على وقع أعطاب مزمنة. لحظة القص لم تكن هذه المرة مجرد إجراء شكلي، بل خطوة أولى في ميدان مثقل بالتحديات، تضع المسؤول الإقليمي الجديد في قلب مسؤولية جسيمة.

إبراهيم أبوزيد، الذي حل بالإقليم قادماً من سطات، استهل مهامه الرسمية وسط سياق يتسم باحتقان محلي واضح، نتيجة تفاقم الفوضى داخل جماعة صفرو، وتآكل الثقة في المؤسسات المنتخبة، وارتفاع منسوب الانتقادات بشأن طريقة تدبير المال العام، خاصة في ما يتعلق بمهرجان يُنظر إليه من طرف فئات واسعة من المواطنين كرمز للعبث المالي والارتجال الإداري.

اللافت أن عملية “قص الشريط” جرت في ظل إشراف مباشر من بعض المنتخبين المحليين المتابعين في ملفات قضائية، ما ألقى بظلال ثقيلة على الحدث، وزاد من تعقيد الصورة أمام الرأي العام المحلي. وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول الرسائل غير المباشرة التي يتم تمريرها حين يُمنح هؤلاء موقع التنسيق والتنظيم، في غياب أي إشارات واضحة للقطع مع مرحلة الريع الانتخابي.

رغم ما يُبذل من مجهودات لإضفاء الطابع الاحتفالي على المهرجان، إلا أن ساكنة الإقليم ترى أن هذه التظاهرة لا تقدم أي إضافة تنموية، بل تحولت إلى مناسبة تُستنزف فيها الميزانيات على أنشطة سطحية، وفقرات موسيقية يُوصف بعضها بـ”المهزلة الفنية”، فيما تظل أولويات الإقليم الحقيقية، من صحة وتعليم وبنية تحتية، خارج دائرة الاهتمام.

الشارع المحلي يترقب أن يكون قص الشريط من طرف العامل الجديد بمثابة قصّ لحبل التسيب الإداري، وافتتاحاً فعلياً لمرحلة جديدة في التدبير الترابي. وينتظر منه ألا يسقط في فخ الشعبوية أو في لعبة التوازنات السياسية مع المنتخبين، بل أن يعتمد الصرامة والانضباط كمنهج في التعاطي مع ملفات الفساد، وإعادة بناء الثقة في المؤسسات.

التحدي الأكبر أمام العامل أبوزيد لا يقف عند حدود المهرجان، بل يشمل ضرورة تنزيل رؤية إدارية شاملة، تضع مفاهيم الحكامة والشفافية في صلب العمل الترابي، وتقطع مع منطق الإفلات من المحاسبة. كما يُنتظر منه الدفع بتفعيل المفهوم الجديد للسلطة، وترسيخ ثقافة خدمة المواطن، لا خدمة اللوبيات أو الأجندات السياسية.

الإقليم اليوم في أمس الحاجة إلى “قص شريط” آخر، هذه المرة لشروع إصلاحي جريء يعيد هيكلة الإدارة المحلية، ويُفعّل المشاريع التنموية المعطلة، خصوصاً في العالم القروي الذي يعيش تهميشاً متراكماً، وفي ظل تحديات بيئية واقتصادية تتطلب حُسن استغلال الموارد المائية وتأهيل البنيات الأساسية، وعلى رأسها الأسواق والمرافق العمومية.

افتتاح مهرجان حب الملوك هذه السنة، وما رافقه من رمزية لحظة “قص الشريط”، يجب أن لا يُقرأ كاحتفاء بروتوكولي، بل كمقدمة لمحطة عمل حقيقية. إبراهيم أبوزيد، باعتباره المسؤول الأول عن الإقليم، مطالب اليوم باتخاذ خطوات ملموسة تترجم وعود الدولة في الإصلاح والمساءلة، وإعادة التوازن لمشهد محلي انهكته الفوضى والمصالح الضيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى