مجتمع

طلبة الطب يواصلون مقاطعة الامتحانات و نسبة الغياب تجاوزت 94 في المائة و حكومة أخنوش في ورطة و مأزق خطير

يواصل طلبة كليات الطب و طب الاسنان و الصيدلة بالمغرب مقاطعة الامتحانات لليوم الثاني على التوالي و ذلك بنسبة غياب تجاوزت 95 في المائة دون إحتساب الطلبة الاجانب ،فيما حكومة أخنوش باتت في ورطة كبيرة و مأزق خطير بعد ان غاب عنها الاهتمام بالملف بعد أن تجاهلت مطالب الطلاب ولم تحملها محمل الجد و تعاملت مع اللجنة الوطنية بمنطق الاستصغار.

و بدت كليات الطب بالمغرب خاوية على عروشها لليوم الثاني و ذلك بعد ان تمكنت اللجنة الوطنية من تأطير الطلبة و دعوتها في بلاغاتها الى مواصلة المقاطعة الى حين نزول حكومة أخنوش من البرج العاجي و مشاركتهم في الحوار الجاد و البناء و إتخاذ قرار الامتحانات متفق عليه من طرف كافة الاطراف الحكومية و لجان الطلبة.

و تعيب اللجنة الوطنية على حكومة أخنوش و الوزير الميراوي الذي فظل السفر الى فرنسا لنيل درع من طرف إحدى الجامعات تاركا الجامعات و كليات الطب تعيش وسط الاوحال و تغرق في المشاكل المتتالية و التي قد تهدد السلم و الامن الاجتماعي و الصحي للمغاربة ،بعد أن قرر عمداء الكليات خرس السنتهم و الدخول في الصمت المريب و ليس لهم ما يقدمون و لا يأخرون وهم يواكبون توزيع أوراق الامتحانات على طلبة جلهم أجانب و قلة قليلة من المغاربة الذي يبحثون على مصالحهم الشخصية و لا تستهويهم نضالات الحركات الطلابية الهادفة الى الترافع على تحقيق المطالب الحقة و المشروعة .

البلاغ الاخير للجنة الوطنية لطلبة كلية الطب وهي تشيد بنجاح المقاطعة لليوم الاول و الذي وصل الى 94 في المائة ،فيما اليوم الثاني بات يحقق نفس نتائج المقاطعة و عرفت إرتفاعا في اعداد الغائبين عن مدرجات الامتحانات و التي بدت كالاشباح،و في نفس الوقت تتهم اللجنة الوطنية وزير التعليم العالي بنهجه ممارسات سلبية و حاطة بكرامة طالب الطب و هم من خيرة أبناء هذا الوطن.

ملف طلبة كلية الطب الذي لم تتسطع حكومة أخنوش و إن لم نقل لم ترغب في تنزيل حلول متوفرة وعلى وجه الاستعجالبل تقود خرجات المماطلة و طول الانتظار يطرح عدة علامات إستفهام حول من يقف و راء تعقيد الملف و الذي يظهر جليا أن هناك صراع داخل مكونات التحالف الحكومي و البداية كانت من سحب الملف من الوزير الميراوي ووضع بجانبه الوزير بايتاس في إتخاذ القرار و كذلك صعود الميراوي الى “الجبل” لضرب الطلبة بحجارة “الاصفار ” و تهديهم بطردهم و إدخالهم السجن وتقديم لهم حلول لا ترقى الى مستوى الترافع الحكومي و خاصة بضرورة إجتياز الامتحان وبعد ذلك سننظر في المطالب المتبقية .

و بما أن الملف بات يعرف صراعا سياسيا غامضا،فإن حلوله باتت بأيادي تضع نفسها في مسافة بعيدة عن الصراعات الحزبية و السياسية او حول من يحاول صناعة “البوز” و المنجزات و الركوب على هموم الطلبة داخل التحالف الحكومي من أجل الترويج له إنتخابيا.

رئيس الحكومة أخنوش و الذي كان يتحدث بفاس يوم موحد قبل إنطلاق الامتحانات مع بعض ما يسمى الفعاليات الجمعوية و التي يرجح انها موالية لحزب التجمع الوطني للاحرار، حاول الدفع بحضور احد طلبة الطب لطرح عليه السؤال “الابيض” و اللطيف من خلال تبادل الابتسامات و كأن شيء لم يكن و كأن المقاطعة لم تستمر اكثر من ستة اشهر و هو ما يكشف عن إستصغار الطلبة بعد ان رد أخنوش ان الامور كلها تحت السيطرة و ان الطلبة من هموم الحكومة التي تسعى لحل مشاكلهم و تحقيق مطالبهم ،غير ان واقع الدائرة المستديرة للقاءات التي تخضع “للمكياج” و الموجهة معروفة النتائج،غير أن  واقع الحال يتحدث عن مواصلة المقاطعة و نجاحها من خلال نسبة نجاحها و عملية الاخلاء التي تعيشها مختلف مدرجات كليات الطب بالمغرب.

السؤال الذي طرح بقوة هو كيف ستواجه الحكومة المقاطعة القائمة و كيف ستواجه الكليات اوراق الامتحانات و النتائج و هلى ستكتفي بتصحيح أوراق” بمن حضر”،و ما هي الحلول التي سيتم تقديمها لان العملية تجاوزت أكثر من 94 في المائة مقاطع للامتحانات الربعية لن يكون هينا و لا سهلا و ان دخول الحكومة في التصعيد سيخلف المأسي بكلا الطرفين و الدافع لمخلفات الصراع هو الشعب برمته.

ألا يمكن الحديث على أنه أن الاوان لنزع ملف طلبة كلية الطب من الحكومة وعرضه على هيأة مستقلة أو وزارة غير محزبة في محاولة إيجاد حلول جذرية ومستعجلة و التجاوب مع مطالب الطلبة من أجل إنقاذ السنة الجامعية و إخماد النيران المشتعلة عمدا و مع سبق و الاصرار من طرف الجهات المتناحرة و التي جعلت من هموم طلبة الطب حربا مفتوحة لتحقيق المكتسبات السياسية،وحتى أنها لم تركن الى “الزاوية” لاحترام القرارات الملكية الهادفة من خلال تنزيل منظمة صحية جديدة و كذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال صناعة اللقاحات و الادوية،أم أن حكومة أخنوش تتشغل بمنطق “الانا ” او الطوفان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى