مجتمع

حصار مدرسة 20 غشت”: نقابة تتهم أخرى بـ”حملة مسعورة” وتكشف المستور!

في تطور مفاجئ هز أركان مديرية صفرو التعليمية، خرج المكتب الإقليمي لنقابة المتصرفين التربويين عن صمته ليكشف تفاصيل “حملة مسعورة” تقودها إحدى التنظيمات النقابية ضد مدير مجموعة مدارس 20 غشت. هذا التحرك النقابي يأتي كرد فعل على الضجة التي أثارتها النقابة “المهاجمة”، ليضع الرأي العام التربوي أمام حقائق مثيرة تستدعي الوقوف عندها.

“نووي” في مدرسة؟ مكالمة هاتفية تفجر الأزمة!

القصة بدأت أول الثلاثاء 22 أبريل، حين كان تلاميذ المؤسسة يستفيدون من نشاط تربوي مشترك مع جمعية خارجية. حادث مؤسف تعرض له أحد الأطفال استدعى مرافقة المدير له إلى الطبيب. وبينما كان المدير منشغلاً بسلامة التلميذ، تلقى مكالمة هاتفية من شخص قدم نفسه كـ “موظف بالمديرية وعضو مكتب نقابي”، لكن بأسلوب استفزازي تهكمي: “واش عندك تما النووي باش تسد الباب ديال المؤسسة؟”.

رد المدير كان حازماً، مذكراً المتصل بأنهم في مؤسسة تربوية تحكمها قوانين داخلية، وسائلاً عن سبب الزيارة المفاجئة. جواب المتصل كان مفاجئاً: “جينا نعلقو منشور فاتح ماي ونتواصلو مع الأساتذة”. طلب المدير بكل احترام تقديم المنشور لأحد الأساتذة لتعليقه، معتذراً عن عدم إمكانية استقبالهم في تلك اللحظة لانشغال الأساتذة بالنشاط وتأمين التلاميذ، مقترحاً ترتيب زيارة لاحقة. لكن رد المتصل كان “غير لبق”، ليضطر المدير لقطع المكالمة بسبب انشغاله بالطفل المصاب.

“مآرب أخرى” وراء الستار؟

عند عودة المدير للمؤسسة، حاول التواصل مع الوفد الزائر لفهم دوافعهم الحقيقية، لكن ردهم أكد شكوكه: “قادمون لمآرب أخرى غير التي صرحوا بها علانية”. محاولات بعض الأساتذة النقابيين بالمؤسسة لتهدئة الوضع باءت بالفشل، بل زادت قناعتهم بأن الأمر يتعلق بـ “عملية مدبرة تستهدف شخص السيد المدير” بسبب مواقفه وآرائه النقابية، و”لتصفية حسابات ضيقة تعود لفترة سابقة”.

المديرة الإقليمية تتدخل وتفتح تحقيقاً

على وقع هذه الأحداث، استقبلت السيدة المديرة الإقليمية بصفرو مدير مدرسة 20 غشت للاستماع إلى روايته، مؤكدة عزمها على “البحث في النازلة بما يضمن حقوق جميع الأطراف”.

نقابة المتصرفين التربويين تنتفض وتعلن عن مواقفها الحاسمة:

تضامن مطلق: تعلن النقابة عن “تضامنها المبدئي واللامشروط” مع المدير ضد “الحملة الممنهجة” التي تستهدفه.

تقدير للإنصاف: تثمن عالياً لقاء المديرة الإقليمية واستماعها لرواية المدير “بغية استجلاء حقيقة الموضوع”.

تنديد بالاستغلال: تدين بشدة “محاولة بعض الأطراف استغلال العمل النقابي النبيل لتصفية حساباتها” مع المدير بسبب آرائه.

إشادة بالحكمة: تنوه بـ “المقاربة الإدارية” التي تعامل بها المدير مع النازلة منذ بدايتها.

دعوة للتعاون: تعلن عن “احترامها التام لكل الهيئات والفصائل النقابية بالإقليم” وتمد يدها للتعاون “خدمة للشأن التربوي”.

ثناء على الوحدة: تشيد بـ “المقاربة التواصلية المشتركة” مع مختلف المكاتب النقابية لحل مشاكل نساء ورجال التعليم “دون تمييز”.

شجب للتجاوزات: تستنكر “المقاربة التواصلية” التي تبنتها النقابة “المهاجمة”، معتبرة أنها “بعيدة عن الأعراف النقابية المنظمة” التي تفرض التواصل المسبق وتوفير سبورة نقابية.

دفاع مستميت: تؤكد “عزمها الأكيد الدفاع عن مناضليها ضد أي اعتداء قد يطالهم من أي جهة كيفما كانت”، مع التزام كامل بالقوانين المنظمة للعمل الإداري والتربوي.

هذا البيان الناري يفتح الباب واسعاً للتساؤلات حول طبيعة الخلافات بين النقابتين، ودوافع هذه “الحملة المسعورة”. فهل نحن أمام صراع نقابي مشروع، أم تصفية حسابات شخصية تستغل العمل النقابي كغطاء؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية التي ألقت بظلالها على الساحة التعليمية بصفرو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى