ترامب يختار عالم من أصول مغربية لقيادة جهود أمريكيا لتطوير و توزيع لقاح فيروس كورونا
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة(15 ماي 2020)، عن تسمية العالِم المغربي الأصل منصف السلاوي رئيسا للجهود الحكومية الأميركية لتطوير وتوزيع لقاح لفيروس كورونا.
وينتظر أن يضم الفريق العلمي الذي يشرف عليه السلاوي مسؤولا رفيعا من البنتاغون هو الجنرال غوستاف بيرنا، وذلك لتكثيف التعاون بين وزارتي الصحة والدفاع من أجل تطوير لقاح فعال لفيروس كورونا بأسرع وقت ممكن.
كيف اختاره ترامب؟
مثلت إقالة الدكتور ريك برايت، المدير السابق لهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم، وهو المسؤول الحكومي الأرفع عن تطوير الأدوية والمضادات الطبية، فرصة للإدارة الأميركية للبحث عن مسؤول تتركز في يده المهام العلمية المكافحة لوباء كورونا.
وأقال ترامب الدكتور برايت على خلفية معارضته استخدام دواء “الهيدروكسي كلوروكين” في علاج مرضى كورونا على العكس مما طالب به الرئيس ترامب.
وحذر برايت لاحقا من المخاطر القادمة، وذكر أن الولايات المتحدة ستعرف “الشتاء الأكثر ظلمة بالتاريخ الأميركي المعاصر” في إشارة للشتاء المقبل.
وسعى البيت الأبيض لاختيار شخص يتمتع بمواصفات خاصة علمية وإدارية للإشراف على فريق حكومي واسع بهدف التوصل للقاح فعال ضد كورونا.
وضمت قائمة المرشحين المبدئية عددا من كبار العالم في مجال تطوير الأدوية، على رأسهم السلاوي والعالِم من أصول جزائرية إلياس زيرهوني الذي سبق له ترؤس معهد الصحة القومي الأميركي في عهد الرئيس جورج بوش الابن، والذي له خبرات واسعة في تطوير اللقاحات بشركة سانوفي.
وأجرى صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر وديبرا بريكس، عضوة فريق إدارة أزمة كورونا بالبيت الأبيض، إضافة لوزير الصحة أليكس آزار مقابلة مع الدكتور السلاوي، نجم عنها إجماعهم على أنه الرجل المناسب للمهام الصعبة.
ولم يتفق موقف الدكتور السلاوي دائما مع ما يصرح به الرئيس ترامب فيما يتعلق بمستقبل الوصول للقاح فعال أو مصل يقضي على فيروس كورونا، وأكد السلاوي أنه لن يغير قناعاته بعد انتشار أخبار اختياره لهذا المنصب.
تعارض المصالح
وفي البداية لم يبدِ الدكتور السلاوي أي اهتمام بالمنصب الرفيع، وكرر أنه منكب على أبحاثه وعمله في مجال الاستثمار في مجالات تتعلق بقطاع الصحة.
ودفع اختيار السلاوي إلى خروج عدد من التحذيرات المتعلقة “بتضارب المصالح” كون السلاوي أحد أبناء شركات صناعة الأدوية المخلصين، حيث سبق أن أشرف لأكثر من ثماني سنوات على وحدات أبحاث الأمصال بشركة جلاسكو حتى غادرها عام 2017، ليبدأ رحلة مع الاستثمارات في مجال الصحة.
كما أشرف السلاوي على عدة صفقات لشركة تتعلق باستحواذ على شركات أصغر، لكن لم تكن نتائجها جميعا مرضية للمساهمين في الشركة طبقا لأحد التقارير الإخبارية.
وعبرت منظمة “المواطن العام Public Citizen” في بيان لها حصلت عليه الجزيرة نت، عن مخاوفها من “تضارب المصالح الواضح بين الدكتور السلاوي وعلاقاته في شركات صناعة الدواء وبين المنصب الجديد”.
تاريخ حافل
ومنصف السلاوي هو خبير مغربي في الصناعات الدوائية يعيش بالولايات المتحدة الأميركية، وعمل سابقا رئيسا لقسم اللقاحات في شركة “جلاسكو سميث كلاين”، ويعكس تعيين السلاوي رغبة إدارة ترامب في تسريع وتيرة تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا.
ولد الدكتور السلاوي بمدينة أغادير، وانتقل وهو في السابعة عشرة إلى الدراسة في بلجيكا التي عاد منها بدكتوراه في البيولوجيا الجزئية ودراسات المناعة.
وأكمل السلاوي دراسته وأبحاثه الطبية في جامعة هارفارد وجامعة تافتس بولاية ماساشوسيتس، قبل أن يتوجه رئيسا لقسم اللقاحات في شركة “جلاسكو سميث كلاين”.
وسبق أن عبر خلال لقاءات صحفية أن هناك ثمانمئة دراسة سريرية تجرى في العالم من أجل تحديد كل الخصائص التي تتعلق بفيروس كورونا كي يتم التوصل للقاح فعال يحد من انتشاره، وهو ما يأمل في التوصل إليه خلال هذا العام أو العام المقبل على أقصى تقدير.