تحليل إخباري: عمال النظافة بفاس يطالبون بأجرتهم و ساسة إنتهازيون يرفعون شارة النصر للتضامن بالفايسبوك
بينما كان عمال قطاع النظافة تصدح حناجرهم من خلال وقفة إحتجاجية صاخبة نظمت أمس الجمعة(11 أكتوبر 2024)،و ذلك بتأطير من تنظيم نقابي محلي ينتمون اليه من أجل المطالبة بالحصول على أجرتهم الشهرية و التي طال إنتظارها دون أن يظهر لها وجود،كان مقابل ذلك ظهور كائنات إنتخابية على “الفيبسوك” تحمل شارة النصر و هي لا تعرف معانيها.
و مع وقفة مطالب أجرة شراء رغيف العيش،ظهر أعضاء الأغلبية الذين ينتمون الى جماعة فاس و الى الجهة و المجالس المنتخبة و هو يحركون صفحاتهم الإجتماعية وخاصة حسابتهم الشخصية عبر الفايسبوك رفع شارة النصر و التضامن مع العمال المقهورين الذين يبحثون عن مستحقاتهم من داخل مكاتب مجلس جماعة فاس.
ويبدو أن الإنتهازية وصلت الى الإنحطاط السياسي الذي لا مثيل له إلا في فاس العالمة فعوض أن يبحث هؤلاء عن مخرجات صرف اجور العمال الذي تملصت منه شركة التدبير المفوض “ميكومار” و التي هي جديدة و حازت على صفقة بالملايير إلا انها يبدو لا تتوفر على رأس مالها الخاص لصرف الأجور و أنها تنتظر خزينة العمدة البقالي للتأشير على المال العام.
و عودة الى المنتخبون الذين أوصلوا السياسة الى الرداءة و قرروا الركوب على هموم العمال و عاملات جمع النفايات المنزلية ان يرفعوا فقط معهم شارة النصر ومع العلم أن هؤلاء لا يعرفون لمعنى النضال طريقا ولم يسمع عنهم أنهم خاضوا وقفات تضامنية،غير أنهم عزموا العزم بأن يظهروا على “الفايسبوك” بعد أن إختفوا عن هموم الساكنة الفاسية التي باتت تعيش حياة الجحيم مع تكدس الازبال و غياب حافلات النقل الحضري و التي بات اسطولها يختار الوقوف مرغما في المقابر.
و بات اكبر غموض يلف شركات التدبير المفوض اللواتي تمكنوا من نيل صفقات جماعة فاس ب أكثر من 22 مليار،و بأرض الواقع أن هؤلاء الشركات قرروا جمع النفايات المنزلية بكراء شاحنات نقل الرمال و الأحجار لتقوم بمهام الأسطول الذي قدم في دفتر التحملات و كأن واقع الحال أن جماعة فاس يحكمها قانون “الغاب” تفعل ما تشاء مع شركات التدبير المفوض التي تسحق ملايير المال العام و هي تشتغل بشكل مؤقت و في إطار صفقة “مرحلة إنتقالية”.
و باتت الفضائح التي تخرج من مكاتب عمدة المدينة و أعضاء مكتبه و ما تبقى من فلول أغلبيته يسائل نجاعة سلطات ولاية الجهة للتدخل و الوقوف على الإختلالات الخطيرة التي يدبر بها الشأن العام المحلي سواء بمجلس المدينة أو بالمقاطعات الستة التي تعيش على وقع التسيب.
ومع شارة النصر التي رفعت في الفايسبوك و ليس في الميدان و التي ستكون أكبر إدانة للمنتخبين الذين أفرزتهم إنتخابات 8 شتنبر من عام 2021،حتى صاورا منبطحين على بطونهم لا يحركون ساكنا و همهم الوحيد هو حماية مصالحهم الشخصية و إلتزام السكوت و الغياب الممنهج عن مجلس الجماعة و المقاطعات و لا ترى لهم وجود إل نادرا.
ممرسات مشينة و إنتهازية بمعنى الكلمة لساسة فاس و لأحزاب الأغلبية و لتراجع المعارضة المقموعة من طرف العمدة البقالي الذي بات يتقن الهرج و المرج و الانبطاح ذرف دموع التماسيح ما هي إلا إشارة عكسية للنصر المفقود و ان العاصمة العلمية جالسة فوق نار هادئة قابلة للغليان في اي فترة من الزمن.
و بما أن والي الجهة سعيد أزنيبر يعرف جيدا الاختلالات المرصودة في كل المقاطعات و داخل جميع المرافق،فإنه بات من المستعجل لتنفيذ القانون و ملاحقة الخارجين عنه من الانتهازيين و الذين حولوا المجالس الى ضيعات لبقر الحلوب،و ان المصالح الادارية بجميع المقاطعات و المجلس تشتغل خارج الشرعية .