سياسة

تحليل إخباري :شباب المغرب يحاكمون تجربة أخنوش من خلال النزوح الجماعي نحو سبتة المحتلة

“توفير مليون فرصة عمل” التزام كان قد تعهد به رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أثناء الحملة الانتخابية لحزبه “التجمع الوطني للأحرار”، الذي تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية للثامن من شتنبر من عام 2021، و هي نفس الأرقام التي إعتمدها أخنوش خلال التصريح الحكومي الأول بالبرلمان.

إحداث مليون وظيفة على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة”، واحد من أبرز الالتزامات العشرة التي كان قد كشف عنها رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فكيف فشل في تنفيذ هذا التعهد الضخم؟

أخنوش، كان قد أكد أثناء عرضه للبرنامج الحكومي أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه، أن الحكومة ستواجه تداعيات فيروس كورونا بتنفيذ سياسة وطنية للتحول الاقتصادي ترتكز على ثلاث مبادئ أساسية، من بينها جعل التشغيل المحور الأساسي لكل السياسات العمومية في الميدان الاقتصادي.

وإلى جانب دعم التشغيل، وعد رئيس الحكومة المغربية الجديد برفع نسبة نشاط النساء من 20 بالمئة حاليا إلى أكثر من 30 بالمئة، مع حماية وتوسيع الطبقة الوسطى،غير أن العكس هو الذي وقع و تراجعت اليد العاملة من خلال أزمة إغلاق المصانع و غلاء المواد الأولية و رفع الضرائب على الواردات.

تصريحات أخنوش و التي إصطدمت بواقع الحال و عرته تجربة الشباب و نداء 15 شتنبر الحالي و ذلك من خلال الدعوة الى تنفيذ مخطط هجرة جماعية و نزوح شارك فيها القاصرون و الشباب و النساء و الفتيات بحث عن ملاذ أمن يوفر لهم فرص الشغل و يبعدهم عن الوعود المزيفة التي كان قد أطلقها حزب التجمع الوطني للأحرار إبان فوزه بالانتخابات الشتريعية لعام 2021.

و مع تحرك سفينة حكومة أخنوش و التي باتت على وشك “الغرق” بعد مررو نصف الحقبة من عمر الحكومة، و فشل  رئيس الحكومة في محاولة تنزيل مخططه السياسي للبحث عن فرص الشغل جعله يتعجل في إطلاق عدة برامج منها برنامج “إنطلاقة” و”فرصة ” و “أوراش”،و هي البرامج التي عرفت فشلا ذريعا و مشاكل كبيرة و إنتقادات واسعة للمغاربة،جعل مندوبية التخطيط تتدخل لتفضح ان البطالة شهدت إرتفاعا في المغرب خلال الثلاث السنوات الماضية مما يعني أن أخنوش لم يفلح في تنزيل ما وعد به و أن مليون فرصة شغل تبخرت و لا مجال للبحث عنها.

تقارير بنك المغرب و مندوبية التخطيط و تراجع فرص الشغل و تنامي ظاهرة إرتفاع الأسعار و دخول جهات منافسة لأخنوش على الخط حرك منصات التواصل الاجتماعي بين جميع المغاربة فحتى أعداء الوطن إستغلوا الفجوة و قاموا بالتحريض على الهجرة الجماعية الى سبتة المحتلة و هي الايام الحالكة التي عاشتها مختلف القوات العمومية التي حاولت تطويق المنطقة لوقف المشاركين للزحف نحو الضفة الأخرى.

اخنوش الذي يتحدث بلغة الأرقام كثيرا و لا ينفذ شيئا يذكر له جعله يفقد الثقة لدى المغاربة و جعله يدخل المملكة في دوامة وضع إجتماعي جديد يصعب  السيطرة عليه لان المملكة و بفظل الاوراش الملكية إستطاعت ان تخرج من دائرة الموت،و ان الدولة الاجتماعية هي إستراتجية قادمة من الرؤية الملكية المستبصرة،غير انه يوجد في الجانب الأخر من يحاول هدم المنجزات و الدفع بالحفاظ على مصالحه و الدخول في نعرات سياسية و تراشق إعلامي في محاولة إلهاء الشعب و الشباب غير ان الشباب الذي يقضي جل أوقاته داخل الصفحات الاجتماعية لا يمكن ان يثق بكلام الساسة الذين فقدوا بكارتهم و باتوا يتجولون في الليالي الدامسة .

أرقام حكومية يقدمها أخنوش في واد،ووضع إجتماعي مؤزوم في واد أخر ،وهو ما جعل من الحكومة ان تراجع سياستها و أرقامها التي باتت تستعملها في الحملات الانتخابية لانه توفير فرصة مليون منصب شغل إرتطم بصخرة البحر المحاذي لبحر “كاستياوخو” و ان الحكومة جعلت المغرب أضحوكة في يد أعداء الوطن بعد أن صعد الشباب الى الجبال من أجل الاستعداد الى الهجوم الجماعي على معبر سبتة المحتلة.

على أخنوش أن يعلم و أن لا يتبجح انه يفوز في الانتخابات،لانه يعرف مسبقا يفوز بأصوات قليلة لأن غالبية المغاربة لا تثق في الاحزاب  و المنتخبين الذين يهرولون من أجل حماية مصالحهم الشخصية و الحصول على المزايا و الصفقات،هو ما يؤكد ان رئيس الحكومة يواجه أكثر من 35 مليون مغربي في برامجه الانتخابية التي يطلقها فعليه ان يلتزم بتحقيقها او الدفع بإستقالته من منصبه و دعوة ملك البلاد الى إنتخابات سابقة لأوانها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى