سياسة

تحليل إخباري : رئيس الحكومة أخنوش يشعل قطاع الصحة و النقابات تطلق عليه النيران

فاس24: عبدالله مشواحي الريفي

وجد رئيس الحكومة عزيز أخنوش نفسه في وضع لا يحسد عليه و ذلك بعد أن إنكشفت حروب إشعال قطاع الصحة من خلال تعنته و عدم رغبته في إطفاء النيران التي أوقدها و هو ما جعل النقابات تطلق عليه النيران من خلال بلاغ موحد وهي تحمله المسؤولية الى ما ستؤول اليها الاوضاع.

النقابات أكثر تمثيلية في قطاع الصحة و التي إنبثقت عنها تسنيقية مكونة من 8 مركزيات ،أبرقت مساء أمس الخميس بلاغا ناريا يحمل رقم 6 و بعد عقدها اللقاء الوطني و هي تحمل المسؤولية لرئيس الحكومة أثار الاحتقان على صحة المواطنين.

و قال التنسيق النقابي الوطني بقطاع الصحة،انه أمام إستمرار التنكر الغير المفهوم لرئيس الحكومة للمطالب العادلة و المشروعة للشغيلة الصحية و استهتاره بمخرجات الحوار الاجتماعي القطاعي و تبخيسه الاتفاقات المبرمة و الموقعة مع كل النقابات الممثلة بوزارة الصحة و الحماية الاجتماعية.

و أضاف التنسيق النقابي في بلاغه الناري الموجه بشكل مباشر الى عزيز أخنوش ،انه بعد مصادقة المجلس الوزاري الاخير على إضافة مؤسسات تدبير الاصلاح المرتقب للمنظومة الصحية الى لائحة المؤسسات العمومية الاستراتجية،الا ان رئيس الحكومةلم يستوعب الاصلاحات الجذرية و انه قرر التعامل بالصمت المريب اتجاه مطالب الشغيلة الصحية و الدخول في مناورات مجهولة المعالم و المقاصد.

و إتهم التنسيق النقابي رئيس الحكومة التعاطي مع الملف من خلال الكيل بمكيالين و محاولته تمرير تصوره الضيق و المرفوض،و التملص من تنفيذ الاتفاق الذي وقعته القطاعات الوزارية المعنية بمعية المركزيات النقابية .

و حمل التنسيق النقابي في بلاغه رقم 6 رئيس الحكومة اثار الاحتقان على صحة المواطنين و ذلك بعد أن تقرر خوض مجموعة من المحطات النضالية و الاضرابات القطاعية و التي تتزامن مع عطلة فصل الصيف وهو ما يؤكد ان أخنوش بات لم يستوعب الدروس مما وقع في قطاع التعليم و ما يقع حاليا داخل كليات الطب و بات يتحمل المسؤولية الكاملة بالدفع الى تهديد السلم الاجتماعي و التلاعب بصحة المرضى من أجل تحقيق مكاسب سياسية بعد أن قرر خوض غمار “القمار” بمطالب الشغيلة الصحية و التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ الارواح و الحفاظ على حياة المرضى.

و يبدو أن رئيس الحكومة تستهويه ممارسة المقامرة السياسية في كل الملفات الحارقة و لو كان ذلك على صحة المغاربة،وهو ما جعله يدخل في مناورات مفضوحة المقاصد ،و انه لا يعرف ان قطاع الصحة هو أخطر قطاع لما له من علاقة مباشرة و يومية مع المواطن المريض و مرتفقيه،و كان على رئيس الحكومة زيارة أقسام المستعجلات ليتراجع عن ممارسته الحزبية في كل الملفات،و  ان صحة المغاربة لا يمكن ان يتم التلاعب بها او دخالها في مزايدات سياسوية قد تؤثر سلبا على الامن الاجتماعي.

و إذا كان جلالة الملك محمد السادس قد قطع اشواطا مهة في تغيير الصورة النمطية لقطاع الصحة من خلال إستقدام وزير محترف و إبن الدار و هو ما جعل جلالة الملك يعطي إهتماما كبيرا لصحة المغاربة و ذلك بعد محنة جائحة فيروس كورونا وهو ما دفع جلالته الى إعطاء تعليماته الى النهوض بالقطاع من خلال إرساء و تنزيل منظومة صحية جديدة و كذلك الدفع قدما في الاستثمار في قطاع توفير اللقاحات للمغاربة و القارة الافريقية و غير ذلك من المبادرات الملكية القوية،إلا أن رئيس الحكومة أخنوش يحاول فرض سيطرته على القطاعات الوزارية من أجل مصالحه السياسية الحزبية وضمان الولاية الثانية لرئاسة الحكومة عام 2026 و هو ما بات صعب المنال في ظل التغييرات الاقليمية و الاستراتجية  و المستجدات الوطنية الباحثة في المستقبل عن الاستقرار و الدفع بتنزيل الدولة الاجتماعية قولا وفعلا بعيدا عن المزيادات السياسوية الضيقة، او الركوب على المنجزات الملكية و توظيفها في التجمعات الحزبية او الحصيلة المرحلية وهو ما يدفع المغاربة الى مقاطعة الانتخابات بفعل الممارسات السلبية للساسة و قادة الاحزاب الذين يخدمون أجندتهم اكثر من خدمتهم مصلحة الوطن.

قطاع الصحة الذي يحاول أخنوش إشعاله بعد رفضه و تماطله في التوقيع على مخرجات الحوار الاجتماعي و الذي يمكن ترتيبه من بين الحوارات الناجحة و التي لم تخلف مأسي إجتماعية بل كان حوارا منفتحا خدمة للمواطن و الشغلية الصحية من خلال الاشتغال الدؤوب و المتواصل لوزارة الصحة لتنزيل التوجيهات الملكية السامية،فعلى رئيس الحكومة إذا كانت له الرغبة في ممارسة السياسة فإنه وجب البحث عن بنكيران و غيره و الابتعاد عن صحة المغاربة و عن المكاسب الملكية في القطاع.

و اظهرت وزارة الصحة علو كعبها في كل الملفات من خلال الاقتياد بالتوجيهات الملكية او الاشتغال على الصعيد الدولي وهو ما مكنها الحصول على إشادة من منظمة الصحة العالمية و منتظمات دولية تتشغل في مجل الصحة و الرعاية الاجتماعية،و أن محنة كوورنا وزلزال الحوز و التغيير الجذري للقطاع من خلال إعادة تأهيل أكثر من 1400 مركز صحي و الدفع بتشييد مستشفيات إقليمية و جهوية و كذلك مواصلة الاهداف التي رسمها جلالة الملك لفتح 12 مركزا إستشفائيا جامعيا لتغطية جميع جهات المملكة تزامنا مع دخول الممملكة السرعة القصوى استعدادا لتنظيم كاس العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى