سياسة

تحليل إخباري :أين اختفى عمدة فاس تاركا وراءه المدينة تغرق في المستنقعات

منذ انتخاب مجلس مدينة فاس بعد انتخابات شتنبر و الذي أفرز خليط من التحالفات السياسية التي قسمت كعكة المناصب فيما بينها ،ضن الجميع أنهم وصلوا إلى بر الأمان للاستحواذ على مرافق المجلس الجماعي،غير أن واقع الحال كشف زيف الوعود ،بعد أن قرر عمدة المدينة البقالي عبدالسلام الاختفاء خلسة من الجميع و لا يظهر له أثر في الشارع العام.
أخر ظهور للعمدة البقالي هو مشاركته في حملة طبية غير مفهومة المقاصد و لا المعالم،و ذلك بعد أن قررت مقاطعة أكدال تنظيم حملة طبية رمضانية و هي “خاصة” بالمستشارين و المنتخبين و غير موجهة لعامة الضعفاء من المواطنين المقهورين،و وزعت أدوية على غير المستحقين مع العلم أن الدواء الذي تخصص له ميزانية من المال العام يوجه إلى المواطنين الذين يتوفرون على بطاقة “راميد” أو الفئات المعوزة و ليس إلى المنتخبين الذين أغدق عليهم بصناديق من الأدوية .
هفوات مجالس مقاطعات فاس و على رأسها المسؤول الأول عمدة المدينة البقالي،الذي يبدوا انه عازم على تخصيص الميزانية العامة للحملات الطبية و الندوات المشلولة،أو لتنظيم ليالي الأنس و الطرب في عز أزمة اقتصادية تمر بها البلاد بسبب مخلفات فاشية فيروس كورونا و تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية ،الا ان مجلس فاس له رأي أخر و هو يصرف من المال العام و لايبالي بهموم الساكنة.
فاس العالمة على حافة الانهيار، البنيات التحتية متردية و مرافق عمومية دخلت مرحلة الموت السريري،و هنا حدث ولا حرج عما يقع بقطاع النظافة بعد ان تحولت الأحياء الى هوامش ممتلئة بالنفايات،و مرفق قطاع النقل الحضري المهترئ يشتغل بأقل من 100 حافلة تنفث السموم لكثافة سكانية تقترب من مليوني مواطن،وغير ذلك من كل المقومات التي تؤسس للمدينة فإنها تعاني الويلات من المشاكل مرورا بالإنارة العمومية و غير ذلك من الأسواق التي يدبرها مجلس مدينة فاس و التي فوتها للأتباع ضاربا عرض الحائط تدبير النفقات و التقشف في صرف المال العام.
اختفاء عمدة فاس،و معه نواب المجلس و تهافت رؤساء المقاطعات على تنظيم الحفلات و الحملات في ليالي رمضان،ما هو إلا تعبير عن فشل الكتلة الجديدة لتدبير الشأن العام،و هي التي كانت تضن أنها وصلت إلى منطقة “من اين يأكل الكتف”.
على عمدة مدينة فاس الخروج من مخبأه ،إما أن يقدم استقالته من المهمة الثقيلة عليه،و ان 6 اشهر كانت كافية لكي تعرف ساكنة المدينة كيف هي المجالس الجديدة بفاس،و أن سمة الفشل و غياب التجربة و الترشح من أجل أهداف لم تكتمل كلها ذاهبة في مهب الريح.
على والي جهة فاس /مكناس سعيد أزنيبر تحمل مسؤوليته بصفته المسؤول الأول و السلطة الوصية على المجالس المنتخبة،و ان يقدموا إجابات واضحة عن واقع العاصمة العلمية التي كتب لها ان تعيش سنوات “النكبة”،مشاريع تسير سير السلحفاة او متوقفة بشكل كامل،كما هو الحال لما يقع للشطر الثاني لشارع محمد الخامس،و كذلك مهزلة شارع الجيش الملكي و غيرها من المشاريع المتوقفة.
تحالف مجلس مدينة فاس الهش و المكون من خليط هجين الاحزاب ،عليه ان يجيب على إنتظارات الساكنة و أن يجيب عن البرامج الانتخابية الوهمية و دورات المجلس المشحونة،على البقالي ان يتجرأ ليتحدث عن واقع النقل الحضري و عن واقع البنيات التحتية و خدمة مرفأ النظافة،و كذلك الأسواق التي يدبرها البقالي و من معه،ناهيك عن الطرقات المهترئة و التي لا يخلو اي شارع او زنقة من الحفر التي عجز المجلس عن ملئها و لو”بالاتربة”.
أما أحزمة الفقر و البؤس المحيطة بالعاصمة العلمية،فهي تصنف قنبلة موقوتة اجتماعية قابلة للانفجار في اي لحظة،بعد ان تحولت مداخلها الى أسواق شعبية يصعب على المارة المرور منها،فيما مرافقها شبه منعدمة و كما يسجل غياب مختلف مصالح المجلس و المقاطعات عن هموم الساكنة التي كانت تحلم بالتغيير المنشود في الزمن المفقود ،غير ان واقع الحال يقول أن ساكنة فاس ستعيش ستة سنوات من البؤس و التخلف و الرجوع إلى الهوامش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى