بعد احتجاجات في موانئ مغربية : “ميرسك” تنفي الاتهامات بنقل الأسلحة إلى إسرائيل وتتهم جماعات باستهدافها

في ظل الاحتجاجات التي اجتاحت بعض الموانئ المغربية والإسبانية مؤخرًا، وتحت ضغط من حملات إعلامية قوية، نفت شركة “ميرسك” الدنماركية، واحدة من أكبر شركات الشحن البحري في العالم، الاتهامات التي تم تداولها على نطاق واسع، والتي تفيد بأنها كانت وراء نقل الأسلحة إلى إسرائيل. واعتبرت الشركة أن هذه الاتهامات جزء من حملة من قبل “بعض المجموعات” الناشطة، التي تهدف إلى استهدافها و تضليل الرأي العام من خلال نشر معلومات مغلوطة.
وفي بلاغ رسمي نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني، أكدت “ميرسك” أن جميع عملياتها التجارية تلتزم بالمعايير الدولية للسلوك التجاري المسؤول، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة العالمي وإرشادات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وأوضحت الشركة أنها تتبع سياسة صارمة تقضي بعدم شحن الأسلحة أو الذخيرة إلى مناطق النزاع، بما في ذلك إسرائيل وغزة، مشيرة إلى أنها تعزز إجراءات المراجعة منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس.
فرع “ميرسك” الأمريكي تحت المجهر
الجدل الحالي يعكس قلقًا متزايدًا حول فرع “ميرسك” الأمريكي، الذي يُزعم أنه يقف وراء نقل الأسلحة إلى إسرائيل. الشركة أوضحت أن فرعها الذي يُعرف باسم “Maersk Line Limited” (MLL)، يلتزم بعقد مع الولايات المتحدة في إطار برنامج الأمن البحري، ويشمل نقل البضائع إلى أكثر من 180 دولة، بما في ذلك إسرائيل. غير أن “ميرسك” أكدت أن البرنامج يتضمن تقييدًا صارمًا يحظر نقل الأسلحة أو المعدات الحساسة دون موافقة الحكومة الأمريكية.
وقالت الشركة أيضًا إنه في إطار هذا البرنامج، لم يتم نقل معدات عسكرية حساسة من قبل، وأكدت أن جميع الشحنات تتم تحت إشراف دقيق من قبل السلطات الأمريكية المعنية.
اتهامات وتضليل: الشركة ترد بحزم
في رد قوي على ما اعتبرته الشركة حملة مغرضة تستهدف سمعتها، قالت “ميرسك” إن بعض المجموعات الناشطة تقوم بنشر معلومات مضللة عبر التلاعب بالبيانات المتاحة للجمهور، وتقديمها على أنها حقائق موثقة. ورغم تكرار تلك الادعاءات، إلا أنه لم يتم تقديم أي وثائق أو أدلة ملموسة تدعم الاتهامات المتعلقة بنقل أسلحة.
وأضافت الشركة أنه في بعض الحالات، تم نشر معلومات غير دقيقة في وسائل الإعلام، مما تسبب في أعمال تخريبية في الموانئ ومظاهرات غير قانونية ضد منشآتها. واعتبرت أن هذه الحملة لا تهدف سوى إلى جذب الانتباه لقضية ما، على حساب الحقيقة.
الاحتجاجات في الموانئ: المغرب وإسبانيا في صدارة التحركات
في الوقت الذي شهدت فيه بعض الموانئ في المغرب وإسبانيا احتجاجات واسعة، أشار البعض إلى أن “ميرسك” تستخدم هذه الموانئ كمحطات لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، في سياق العدوان العسكري على غزة. لكن، ورغم التغطية الإعلامية الواسعة لهذه الاحتجاجات، لم يتم تقديم أي دليل قاطع يثبت صحة هذه الادعاءات.
“ميرسك” أكدت في بلاغها أن هذه الادعاءات لا تعدو كونها افتراضات لا تستند إلى أدلة، مشيرة إلى أن الحملة الإعلامية ضدها كانت مدفوعة بمصالح معينة، غير مرتبطة بالحقائق.
حوار مفتوح واحتجاج سلمي
من جانبها، أكدت شركة “ميرسك” التزامها بالحوار لحل النزاعات الدولية الكبرى، مبدية دعمها للحق في الاحتجاج السلمي. إلا أن الشركة أعربت عن أسفها الشديد لما وصفته بـ “الأعمال العدوانية” ضد موظفيها ومرافقها، معتبرة أن هذه التصرفات تهدد السلم الاجتماعي في مناطق العمليات.
إذًا، في الوقت الذي تستمر فيه الحملة الإعلامية ضد الشركة، تبقى الحقيقة غامضة في غياب الوثائق المؤكدة التي تدعم الاتهامات. ما بين الإدعاءات الإعلامية و الردود الرسمية، يظل السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت هذه الاتهامات تستند إلى أدلة حقيقية أم أنها مجرد محاولة للتشويش على واحدة من أكبر شركات الشحن البحري في العالم.