المجلس الأعلى للتعليم: تبني فرحة وهمية في تقرير “مؤسسات الريادة” يكشف عن نتائج هزيلة

انتقد خبير تربوي بارز تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول “مؤسسات الريادة”، معتبرًا أنه يفتقر للموضوعية والعلمية. وأوضح أن فكرة إنشاء هذه المؤسسات كانت من ابتكار المجلس ذاته، مما يجعل تقييمه لنتائجها غير محايد.
وأعرب عن أسفه لتبني المجلس “فرحة وهمية” في تحقيق نتائج ضعيفة مثل تحسين القدرة على القراءة والفهم، مؤكدًا أن هذه الإنجازات لا تتناسب مع تطلعات المغرب بعد أكثر من ستين عامًا من الاستقلال، خاصة في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم.
وأشار الخبير إلى أن التقرير يبالغ في تمجيد الجهود المبذولة على مستوى المؤسسات التعليمية، سواء من حيث الأطر التربوية أو التلاميذ، رغم الاعتراف بضعف نتائج التعلم بشكل تدريجي بدءًا من المرحلة المتوسطة. واعتبر أن هذه الفجوة بين التصريحات والواقع تؤكد فشل البرامج التعليمية الحالية في تحقيق الأهداف المنشودة.
وتطرق إلى أن المجلس لا يقدم شيئًا جديدًا في تقاريره، إذ غالبًا ما تظل النتائج كما هي دون تأثير حقيقي. وقال إن المجلس يظل صوتًا داعمًا للسياسات التعليمية الرسمية، مما يضعف مصداقية تقاريره، خصوصًا في ظل تراجع فعالية النظام التعليمي.
وأضاف أن التقرير يُظهر تحسنًا في بعض المواد مثل الرياضيات والفرنسية، لكن لا توجد أي إشارات إيجابية تجاه تعليم اللغة العربية، التي تعد اللغة الرسمية للمغرب. وأوضح أن التدخلات في مرحلة الدعم حققت بعض التحسن، لكن التطور في التعليم الفعلي كان محدودًا، مما يبرز عجز المنهج الجديد عن مواجهة التحديات البنيوية مثل الاكتظاظ وضعف التأطير التربوي.
وفي الختام، أكد الخبير على أن المجلس لم يستمع إلى شكاوى المفتشين والمعلمين الذين يعانون من مشاكل كبيرة في الواقع التعليمي، مشيرًا إلى أن التقييم الذي أصدره المجلس لا يعكس حقيقة الوضع في المدارس المغربية.