الطلبة القاعديون بجامعة فاس يحققون مطالب تأجيل الإمتحانات الخريفية
يبدو أن المقاطعة الشاملة للامتحانات الخريفية التي كان من المزمع أن تنطلق يوم الإثنين المقبل،عجل برئاسة جامعة محمد بن عبدالله إلى تأجيلها لاحقا بمختلف الكليات التابعة لظهر المهراز و سايس.
و كان فصيل الطلبة القاعديين قد أعلنوا سابقا عن المقاطعة الشاملة وهو ما جعلهم يفرضون قرار المقاطعة إلى حين الاستجابة لعدة مطالب يعتبرونها حقة و مشروعة.
و مع تنامي نضالات فصيل البرنامج المرحلي و خوضه عدة اعتصامات و مبيت ليلي بالكليات و مسيرات و حلقيات داخل الحرم الجامعي لتوضيح أسباب المقاطعة و المطالبة بتأجيل الامتحانات.
و عن مطالب الطلاب تنقلها الجريدة الالكترونية فاس24 كما هي بمنصة صفحة صوت الطلبة و التي تنقل كل نضالات الفصيل القاعدي.
و لكم مطالب و مشاكل الطلبة بجامعة محمد بن عبدالله لمعرفة اسباب تأجيل الامتحانات.
“في خضم غبار التأجيلات المتتالية التي شملت كلية الآداب سايس، وكلية العلوم بظهر المهراز، وامتدت إلى كلية الشريعة و من المتوقع أن تشمل حتى كليتي الآداب ظهر المهراز و الحقوق.. يبرز تساؤل يطرح نفسه بإلحاح: لماذا الآن؟ هل هي خطوة لتجنب صدام مباشر مع الجماهير الطلابية التي أعلنت بصوت واحد رفضها للواقع المزري الذي تعيشه؟ أم أن هذه القرارات تأتي كوسيلة لامتصاص الغضب وإلهاء الطلبة عن نضالهم المشروع؟ ام هناك ما يدار في الخفاء؟
لكن قبل البحث في دوافع التأجيل، لنوجه الأنظار إلى الجمر المشتعل تحت الرماد: معاناة الطلبة.
لنبدأ من حيث يبدأ يومهم، بين الجدران الباردة للأحياء الجامعية التي تحولت إلى “خراب” لا يحتمل.. غرف مكتظة ، بلا أبسط مقومات الحياة الكريمة ، حيث تتكدس الأرواح في مساحات لا تصلح حتى للحيوانات ، في الصباح الباكر تصطف الطالبات في طابور الحافلة ، يحاولن اللحاق بمحاضراتهن و حافلات مهترئة.. طرق طويلة وخطيرة.. وقصص يومية عن سرقات وتحرش.. حيث أن الوصول إلى قاعات الدرس أصبح معركة بحد ذاته..
أما في قلب الكليات، فهناك معركة أخرى ؛ المدرجات مكتظة.. المقاعد لا تكفي.. والطالب يُجبر على الوقوف لساعات طويلة في قاعات تنعدم فيها أبسط شروط الدراسة..
بعد ذلك، يأتي وقت الوجبات في المطعم الجامعي ، حيث بعد أن كنا نقف الطوابير لساعات أمام مرفق يقدم طعاما لا ُسمن و لا يغني من جوع.. سيتم حرمان آلاف الطلبة حتى من هذا “الاطعام”..
اما المنح الجامعية التي يفترض أن تكون طوق نجاة للطلبة ، تحولت إلى مصدر إضافي للمعاناة.. تأخر صرفها بشكل متكرر يضع الطلبة أمام ضغوط مادية خانقة تجعل حتى أبسط احتياجاتهم اليومية مثل السكن و الطعام و النقل حلما بعيد المنال.. وما يزيد الطين بلة ، إقصاء العديد من حقهم في المنحة بسبب معايير مجحفة أو تعقيدات بيروقراطية.
كل هذه المعاناة ليست خفية. الجميع يعلم ، من ”المسؤولين” المحليين إلى ”الوزير” نفسه ، لكن لا أحد يتحرك.. فالكراسي المريحة التي يجلسون عليها عازلة تماما عن حرارة الواقع..
الجماهير الطلابية كانت واضحة في موقفها ، قرار المقاطعة لم يكن مجرد رد فعل عابر بل خطوة نضالية مدروسة ، المقاطعة ليست هدفا في حد ذاتها ، بل وسيلة لإيصال صوت الطلبة والمطالبة بأبسط حقوقهم
اليوم، يقف الطلبة في صفوف موحدة، يدا بيد، يرفعون شعارا واحدًا: “المطالب تحققوها الامتحانات نقاطعوها!”
محاولات تشتيت الأنظار، أو ضرب المعركة من الداخل، لن تنجح. لأن هذا النضال ليس مجرد حركة عابرة، بل صرخة نابعة من أعماق معاناة حقيقية، وجراح لم تندمل..”
و الجدير بالذكر أن رئاسة الجامعة نظمت اجتماع مستعجل مع فصيل الطلبة القاعديين بمركز الدكتوراة بكليات ظهر المهراز بعد وقفة صاخبة أمام الرئاسة وهو ذات الاجتماع الذي أسفر عن تأجيل الامتحانات.
و سبق لفصيل القاعديين أن نظم وقفة احتجاجية أمام البرلمان من ايجال إيصال صوتهم للحكومة للتفاعل معهم حول المشاكل و المطالب العالقة و التي شارك فيها حشد كبير من طلبة جامعة محمد بنعبدالله.
أما طالبات الأحياء الجامعية بسايس فيبدو أنهم رفعوا من زخم الاحتجاجات و خاصة بتنظيم ليلا حلقيات ووقفات احتجاجية.