اقتصاد

الربط الجوي: مفتاح انتعاش الاستثمار السياحي في فاس

تعد فاس واحدة من أعرق مدن المغرب، تحمل في طياتها تاريخًا عظيمًا وثقافة غنية، لكن على الرغم من هذا، فإن قطاعها السياحي لا يزال بعيدًا عن منافسة نظيراته في مدن أخرى مثل مراكش. السبب الرئيسب وراء هذا الفارق هو ضعف الربط الجوي، الذي يُعتبر حجر العثرة أمام ازدهار السياحة في هذه المدينة العريقة.

رغم التحسينات التي شهدها مطار فاس-سايس في السنوات الأخيرة، إلا أن المطار ما زال يفتقر إلى الرحلات الدولية الكثيرة وجودة الخطوط الجوية التي يُمكن أن تجذب سياحًا من مختلف أنحاء العالم. تعتمد المدينة بشكل أساسي على شركات الطيران منخفضة التكلفة، التي تستقطب في الغالب السياح الباحثين عن السفر الاقتصادي، وهو ما يُحجم من تدفق السياح ذوي الإنفاق المرتفع الذين يبحثون عن تجارب فاخرة.

في المقابل، تسجل مراكش تقدمًا ملحوظًا في جذب السياح والمستثمرين على حد سواء، بفضل رحلات جوية مباشرة من شركات طيران عالمية مرموقة. هذه الرحلات تسهل وصول السياح من ذوي القدرة الشرائية العالية الذين يتطلعون للإقامة في فنادق فاخرة ومنتجعات ذات مستوى رفيع. هذا التفاوت في نوعية السياح يؤثر بشكل كبير على توجهات المستثمرين، الذين يبدون ترددًا في ضخ الأموال في مشاريع ضخمة في فاس، حيث يفتقر السوق إلى الطلب الكافي على منشآت سياحية فاخرة.

على العكس، تُعد مراكش وجهة مفضلة للاستثمارات السياحية بفضل الربط الجوي الممتاز الذي تتمتع به، مما يساهم في جذب رؤوس الأموال لإقامة مشاريع ضخمة ومتطورة، ويعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.

من أجل منح فاس فرصة المنافسة بجدية في السوق السياحي، فإن تحسين الربط الجوي يعد خطوة أساسية لا غنى عنها. على المدينة أن تسعى لجذب شركات طيران دولية وتوسيع شبكة الرحلات المباشرة، وهو ما سيسهم بشكل كبير في جذب سياح من جميع أنحاء العالم، وفتح أبواب جديدة للاستثمار في القطاع السياحي، مما يساهم في تنشيط اقتصاد المدينة ورفع مستوى بنيتها التحتية السياحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى