قضايا

الحموشي يعلن الحرب على مخدر “البوفا” الذي يهدد امن المغاربة

أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ لها أمس الاثنين 4 شتنبر الجاري، أنه تم توقيف 632 شخصا للاشتباه في تورطهم في قضايا حيازة وترويج المخدرات، والمؤثرات العقلية بمختلف أنواعها، يوجد من بينهم 153 شخصا مبحوثا عنهم على الصعيد الوطني، و479 شخصا تم ضبطهم في حالة تلبس بالاتجار في مختلف أنواع المخدرات والأقراص المهلوسة، وهذا في إطار حملة أطلقها الأمن الوطني لمحاصرة مخدر “البوفا”، الذي كان موضوع أكثر من 200 شكاية لدى الشرطة المغربية، حسب منابر إعلامية عربية.

فقد أثار مخدر “البوفا” هذا مخاوف كبيرة لدى فئات واسعة من الشعب المغربي، و ذلك لانتشاره بشكل سريع وسط فئة عريضة من الشاب، جعل مجموعة من الأمنيين والأطباء والجمعويين يدقون ناقوس الخطر لسرعة إدمانه و غلاء استهلاكه، ناهيك عن الأعراض الهستيرية المصاحبة له في حالة غياب هذه المادة في صفوف المدمنين عليه.

و يسمى هذا المخدر في الولايات المتحدة الأمريكية ب “الكراك”، بينما يشتهر في الأوساط الشعبية باسم “البوفا “، حيث يطلق عليه” كوكايين الفقراء” لثمنه الرخيص بالمقارنة مع الكوكايين، لكن يبقى باهض الثمن بالنسبة للفقراء، حيث يصل إلى 100 درهم للجرعة.

تصدر هذا المخدر عناويين الصحف المغربية مؤخرا، مما دفع بالمجتمع المدني إلى تكثيف التحسيس بخطورته، و القيام بهشتاك للحد من انتشاره، بحيث أن هذا المخدر يصنع من بقايا الكوكايين في الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتم خلطه ببقايا الأمونيا ومواد أخرى، وهو ما ينمحه الشكل البلوري.

و تعتبر قوة هذا المخدر الإدمانية قوية وسريعة، وثمنه أرخص بست مرات من الكوكايين، ومفعوله قصير جدا حيث يصل إلى 15 دقيقة، ويستعمل عن طريق قارورة بلاستيكية فيمر عبر الرئة إلى الدماغ على عكس الحقن.

و تعطي قوة وهيجانا للجسم، حدقات العين تتسع، ضربات القلب تزداد، والنشاط يزداد ويشعر المستعمل بأنه في أوج قوته ونشاطه، ولكن لأن المفعول قصير فسرعان ما يشعر المستعمل بالاكتئاب ويصبح حزينا، ليبدأ بالبحث عن جرعة أخرى، مما يزيد من انعزال المدمن، ويزيد من مشاكله النفسية والاجتماعية، لهذا نجد المستهلك يلجأ إلى السرقة والعنف حتى مع الأسرة لتأمين احتياجه من هذا المخدر”.

وعرفت الولايات المتحدة نفس هذه المشاكل مع هذا المخدر في نهاية الثمانينات، فشنت حملات عليه أكثر من الكوكاكيين، كما عرفته أروبا في التسعينيات لرخص ثمنه مقارنة مع الكوكايين، أما في المغرب فبادرت جمعيات مهتمة بالإدمان والشباب والطفولة والنساء، إلى التحسيس بخطورة هذا المخدر وأطلقت وسم “كلنا من أجل محاربة البوفا “.

وما أقلق رجال “الحموشي” هو أن هذا المخدر لا يراعي فئة عمرية معينة، و لا طبقة محددة، ولا نوعا اجتماعيا، بل ضحاياه من النساء والرجال والشباب والأطفال، فهو جائحة إدمانية على الجميع أن يكثفوا الجهود من أجل القضاء عليها، خاصة في صفوف المتمدرسين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى