سياسة

التراشق السياسي يستعير بين المعارضة و حزب الاحرار و بنعبدالله يتهم أخنوش بتوظيف أطنان من الاموال في الانتخابات

عاد التراشق وتبادل الاتهامات ليرخي بظلاله على الساحة السياسية، وهذه المرة بين قيادة حزبي التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية، على إثر الرسالة المفتوحة التي وجهها الحزب المعارض لرئيس الحكومة، والتي تضمنت أرقاما حول فشل الحكومة في تحقيق ما وعدت به، بقطاعات مختلفة.

وعلى إثر الكلمات التي تناولتها قيادة حزب “الأحرار” يوم السبت الماضي في تجمع حزبي بأكادير، وهاجمت عبرها حزب التقدم والاشتراكية وقالت إنه توقف مع سقوط جدار برلين، ووجهت له عدة اتهامات، نظم الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله لقاء بمجلس النواب، اليوم الاثنين، وصف فيه هذا الكلام بالساقط، مستنكرا الرد الحزبي على رسالة موجهة لرئيس الحكومة وليس لـ”الأحرار”، وتركيز الرد على السب والقذف وعلى ما هو شخصي، بدل الرد على مضامين الرسالة المفتوحة.

وانتقد بنعبد الله الرد على رسالة حزبه، وخاصة من طرف رشيد الطالبي العلمي الذي يرأس مجلس النواب “بهذه الطريقة الساقطة.. كأن لا أحد له حق انتقاد هذه الحكومة شبه المقدسة، وكأنهم يريدون بهذه الممارسات إرجاعنا لعقود إلى الوراء”، وأضاف “اليوم يبدو أنهم لا يعترفون بدور المعارضة إلا إذا ذهبت في سياق التطبيل والتصفيق للحكومة”.

وبعدما توقف الطالبي العلمي على موضوع الرسالة الملكية على إثر أحداث الحسيمة وقوله إنها تمنع بنعبد الله من تحمل أي مسؤولية مستقبلا، رد الأخير “صحيح تعرضنا إلى جانب أطراف أخرى لرسالة ملكية، بسبب ما جرى في الحسيمة، ومن الجيد التذكير بأن الأصل فيما حدث هو قطاع الصيد البحري الذي كان يرأسه أخنوش في تلك الفترة، وكل ما أتى من تطورات سرية فيما بعد ارتباطا بالموضوع”.

وأضاف بنعبد الله “الرسالة فهمناها وفهمنا مغزاها وأنها مرتبطة أساسا بالمواقف التي كانت لنا، وبصمودنا ووفائنا لتحالف حكومي، كحزب مستقل، أدينا ثمن مواقفنا والجميع يعلم، أدينا الثمن على صمودنا أمام ما كان يحاك من مؤامرات إزاء الفضاء السياسي”، متهما العلمي بأنه من بين المنفذين الأساسيين بشكل طيع وخنوع لمجموعة من التعليمات التي أفسدت الفضاء السياسي وتدخلت في شؤون الأحزاب المختلفة، وأدت لما نحن عليه اليوم في الفضاء السياسي، بل كانت له اليد حتى في انقلابات داخل حزبه.

وخاطب بنعبد الله العلمي قائلا “من الأحسن يعطينا التيساع، وألا يستمر في توجيه بعض الاتهامات والكلام الساقط إزاء التقدم والاشتراكية، فعندما يريد السياسي استعمال الهجوم على الأشخاص خاص ينقي باب دارو، والهجوم الشخصي سلاح الضعفاء، وهو عليه أن يحتاط من هذه الناحية”.

واعتبر ذات المتحدث أنه من غير المعقول أن يصف حزب شارك في الحكومات السابقة منذ أزيد من 40 سنة تلك الحكومات بالفاشلة، فـ”إذا نجحنا نجحنا جميعا وإذا فشلنا فشلنا جميعا”.

واعتبر أن الهجوم على الحزب بسبب رسالته دليل على أن المبادرة أوجعت حزب “الأحرار”، الي لم يجب سوى على نقطة واحدة من النقط العشر التي تضمنتها الرسالة، حيث صرحت قيادة الحزب بأن المغرب بات يرأس مجلس حقوق الإنسان الأممي، وقال “بالله عليمكم هل تعتبرون بأن لكم يدا كحكومة في ذلك، أنتم بعيدون كل البعد، هو مجهود للدبلوماسية المغربية”، ودعا الحكومة للرد والتفاعل مع ما ورد من أرقام ومضامين بالرسالة، سواء ما يتعلق بالفشل الذريع على مستوى البطالة، وعلى المستوى الاقتصادي، والسياسي والديمقراطي وغيره.

ولفت الأمين العام للحزب المعارض إلى أن من بين مضامين الرسالة الدعوة لحماية الانتخابات من المال لأنه كارثة تضر بالمؤسسات، وتضر بصحة الأحزاب، معتبرا أن حزب رئيس الحكومة نجح في انتخابات 2021 باستخدامه لأطنان من الأموال، ويخطط لاستخدام أضعافها في انتخابات 2026.

ونبه بنعبد الله إلى تهديد المسؤولين الحكوميين للمؤسسات الوطنية التي تقدم تقارير حول الاقتصاد والمجتمع وغيره، خاصة مندوبية التخطيط والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، علما أن تقاريرها تصدرها بشكل مستمر منذ حكومات خلت، لكن لا أحد هدد هذه المؤسسات في السابق، وهذا التهديد اليو هو الغرور والاستعلاء، وخرق للدستور، ومحاولة حصر أدوار المؤسسات والأحزاب في “التطبال”.

وهاجم بنعبد الله الحكومة بسبب ادعائها بأنها حققت كل شيء، وادعاء أن الشعب يعيش في سعادة مطلقة، واعتبر أن السبب وراء ذلك هو أن الحكومة غائبة عن الساحة، وتعيش في المكاتب، وتستشير مكاتب الدراسات والخبراء الذين صلتهم منعدمة بالمجتمع، وهو ما جعل لديهم حساسية مفرطة أمام أي انتقاد.

وقال بنعبد الله إذا كان الهجوم على الحزب بهذا الشكل بسبب انتقادات مبنية على أرقام ومعطيات، فإن حديثه عن مواضيع مثل المحروقات وما رصده مجلس المنافسة، والحديث عما يجري في محطات التحلية وفي الفلاحة، ربما يؤدي إلى تحريك مسطرة ما ضد الحزب، وخاطب حزب “الأحرار” قائلا “طلعوا النيفو”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى