الأحزاب تتخلى عن الدولة في مواجهة فيروس كورونا
غاب عن الساحة المغربية كل أولائك الذين كانوا يملئون الأرض و السماء و الصفحات الاجتماعية بأصواتهم و خرجاتهم في محاولة دغذة عقول المغاربة من أجل توجههم السياسي و الحث على استقطاب كتلة ناخبة و ذلك من خلال تجسديهم للغة التباكي و المظلومية.
أكبر الغائبين عن الساحة المغربية منذ انطلاق جائحة فيروس كورونا المستجد،كان هو رئيس الحكومة السابق و الزعيم السابق لحزب العدالة و التنمية و الذي لم يصبح له اثر لا في الصفحات الاجتماعية و لا في حساب سائقه الخاص بالفيسبوك،و ذلك بعد ان عمم نشطاء مغاربة في أوجه الأزمة و الجائحة مقاطع فيديو لعبداللاه بنكيران يدعوا من خلالها الدولة برفع يدها عن الصحة و التعليم.
كذلك عمداء المدن المغربية و الذين اختفوا ،و كان أبرزهم العمدة الازمي الذي لم يكلف نفسه لمساعدة ساكنة المدينة،مع العلم ا ن فاس بها عديد من أحزمة الفقر و البؤس،و اكتفى الازمي بضخ الأموال لشراء جافيل و المعقم لتعقيم المؤسسات العمومية و غير ذلك من الإجراءات التي تبقى محدودة.
و يبقى غياب قيادات ووزراء حزب العدالة و التنمية عن الساحة المغربية في مواجهة جائحة فيروس كورونا،فيما اكتفوا بممارسة التقية من خلال نشر تدوينات يدعون فيها المغاربة الى التذرع بالله و لم يبقى لهم بنهج أسلوب شرب بول البعير للشفاء من كل الأمراض.
المغاربة لم تنقصهم النصائح و لا التوجيهات و لا الدعاء فالكل يدعوا ربه سرا و جهرا،و ما ينقص المغاربة هو ان يخرج قيادات حزب العدالة و التنمية و عمداء المدن و الوزراء أموالهم الخاصة لتوزيعها على المغاربة و شراء ما يحتاج الفقير من مواد التموين في عز الأزمة.
بالمقابل نجد حزب الأصالة و المعاصرة،من خلال أمينه العام يقود حملة نظيفة في مواجهة جائحة فيروس كورونا و ذلك من خلال دعوة برلمانييه و رؤساء الجماعات و الميسورين من الحزب من اجل العمل على تنزيل مخطط مستعجل لدعم الأسر المعوزة و شراء لها المواد الاستهلاكية،مع العلم ان الملايين من المغاربة أصبحوا داخل بيوتهم توقفوا عن العمل خوفا من جائحة فيروس كورونا.
اليوم المغرب لا يهمه شرب بول البعير ،و لا حليب الناقة ،و لا الدعاء العشوائي،و لا الصدقة الجارية سرا،بقدر ما يهمه هو التضامن و الإجماع حول القرارات و الإجماع حول نزول الوزراء و عمداء المدن و الميسورين إلى مساعدة الفقراء و الموقوفين عن العمل و ليعمموا مواد التموين على الأسر في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.