إرتفاع ضحايا فاجعة حريق فاس و الحادثة تسائل نجاعة الجهات المسؤولة و منصات التواصل الاجتماعي تعلن” الحداد”

إرتفع عدد ضحايا فاجعة حريق فاس صباح اليوم الخميس(6 يونيو 2024)،الى مقتل خمسة أخشاص و إصابة أكثر من 36 شخصا حسب مصادر من عين المكان و عائلات الضحايا و المصابين.
و عاشت منطقة باب أفتوح ليلة بيضاء بسبب الحريق الذي لم تتمكن عناصر الاطفاء من إخماده و السيطرة عليه بشكل نهائي الى حدود طلوع الشمس،ليتبين ان قيسارية الاندلس تحولت الى رماد و الخسائر المادية بالملايين مع العلم ان معظم المحلات التي إلتهمها لهيب النيران كلها تنشط في مجال بيع الالبسة بالجملة و تصنف بالقلب النابض للتجارة بفاس و التي تغطي جهات الممكلة.
و مع فقدان الضحايا و إرتفاع عدد المصابين بعد ان تحولت المنطقة الى مسرح منكوب و تعال الصراخ و إختلطت رائحة الموت مع الرماد المنبعث من الحريق ليؤثث صورة مأساوية و حزينة على واقع لمدينة تعيش وضعا بئيسا زادت “النيران” الملتهبة من الوضع المزري و المتردي لمختلف الاهالي.
حريق فاس يسائل الجهات المسؤولة من سلطات محلية و جماعة فاس و المقاطعات حول واقع التجارة بالمدينة و غياب تنظيمها و خلق أوراش للتلحيم داخل القيساريات المتخصصة في بيع الالبسة و غير ذلك من الصناعة التي تتوفر على أبسط شروط السلامة و ادوات الاطفاء.
حريق فاس يسائل السلطات المحلية بالدرجة الاولى و مدى إلتزامها بمفهوم النجاعة و لتكالئها وعدم تنزيلها لتوجيهات والي الجهة المعروف بصرامته حتى باتت أحياء فاس و شوارعها تفرخ المئات من المحلات التجارية التي لا تتوفر على أي ترخيص قانوني يذكر و تفتقد لابسط شروط السلامة.
حريق فاس يسائل الجهات المعنية و اللجان المختلطة حول السماح لمخابز ومطاعم تفتح أبوابها لاستقال الزبناء بدون أي ترخيص و تتوفر على العشرات من قنينات الغاز وسط أحياء أهلة بالسكان.
حريق باب أفتوح يسائل نجاعة تدبير قطاع النسيج العتيق بالمدينة و عن الاستراتجية المتخذة لفتح الطرق و المعابر لسيارات الاسعاف و شاحنات الاطفاء التي واجهت أمس تضاريس وعرة للوصول الى مكان الحريق،و أن سبب تأخر عمليات الانقاذ كان من بين الاسباب الذي جعل اللهيب يشتد أكثر و يحرق الاخضر و اليابس و ينتقل الى المنازل الساكنة المجاورة التي فتحت في جدرانها ثقوب لانقاذ من بالداخل.
خراطيم مياه الاطفائيين كانت بعيدة عن مكان الحريق و حتى الموتى تم إخراجهم من الخلف وعلى متن السلاليم الحديدية و سواعد المواطنين الذين أبلو البلاء الحسن في التضامن.
حرائق فاس المتتالية و التي تخلف فواجع و خسائر بشرية و مادية لا يجب ان تمر مرور الكرام،وجب على والي الجهة بصفته المسؤول الاول و المعروف بصرامته مسائلة مدى نجاعة السلطات في تزيل توجيهاته في مجال السلامة و في مجال فتح الطرق و إخلاء الشارع العام وكل ما يلاحظ هو حالة العود التي ستجل بعد حملات محتشمة يقودها رجال السلطة و الذين يتوارون الى الوراء و يعتكفون في علاقات مشبوهة مع المنتخبين و مع رؤساء الجمعيات المفلسة و مع الصحافة المرتزقة و المارقة و التي هي اليوم معك وغدا ضدك ومع إعلام دمر المدينة من خلال تهويل الاحداث و نقل كل الاشياء ببشاعة بعيدة كل البعد عن المهنية .
حريق فاس يسائل النجاعة يسائل مدى تنزيل الخطاب الملكي المتعلق ب “الجدية” و يسائل ربط المسؤولية بالمحاسبة يسائل اللجان المختلطة من أجل المراقبة و التتبع اليومي للمدينة ويسائل من أجل معاقبة من يسمح بتفريح المحلات التجارية و المطاعم بدون اي ترخيص و غياب السلامة الجسدية و الصحية.
حريق فاس كان ناقوس خطر الذي دق مرارا و تكرارا من أجل القطع مع الممارسات و المحابات و التزلف ،حتى لا نسمع ان منصات التواصل الاجتماعي تحولت الى حائط للمبكى و الى منصة “للحداد” بعد كل كارثة بشرية تضرب المدينة التي تدمي حالها بفعل غياب النجاعة لدى من هم في المسؤولية .