أخنوش يقتحم معاقل “الجرار” بمراكش ويعرض حصيلة حكومته من قلب قلاع المنصوري

في مشهد سياسي لافت، اقتحم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، القلاع المحسوبة تقليدياً على حزب الأصالة والمعاصرة، وفي مقدمتها مدينة مراكش التي تُعتبر معقلاً سياسياً للعمدة والوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري. فقد اختار أخنوش أن يوجه رسائله السياسية والتنموية من قلب المدينة الحمراء، خلال محطة الجولة الوطنية التواصلية “مسار الإنجازات” التي حطت الرحال بجهة مراكش آسفي.
أمام قيادات حزبه ومنتخبيه المحليين والجهويين، أكد أخنوش أن الحكومة أولت أهمية قصوى لقطاعي الصحة والتعليم، وجعلتهما الدعامة الأساسية لأي مشروع تنموي يروم تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية. واعتبر أن “مسار الإنجازات” لم يكن مجرد شعار انتخابي، بل برنامجاً يجري تنزيله ميدانياً رغم الإكراهات.
في قطاع التعليم، أبرز رئيس الحكومة أن نسبة مؤسسات الريادة بلغت 50%، مع التزام بتعميمها في أفق 2027، باعتبارها رافعة لتحسين جودة التعلمات. أما في قطاع الصحة، فأشار إلى رفع ميزانية القطاع، وتشييد وتأهيل المراكز الاستشفائية الجامعية بمختلف جهات المملكة، إضافة إلى إطلاق مشروع المجموعات الصحية الترابية، فضلاً عن تعميم التغطية الصحية وإقرار برامج الدعم المباشر للأسر الهشة.
ولم يفت أخنوش التذكير بقرارات اجتماعية كبرى من قبيل الزيادة في أجور موظفي القطاع العام، الرفع من الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، تقليص معدل التضخم، وإطلاق برنامج دعم السكن لفائدة الأسر الباحثة عن ولوج السكن اللائق.
أما على المستوى الترابي، فقد سلط الضوء على المشاريع الكبرى بجهة مراكش آسفي، وفي مقدمتها مشروع تحلية مياه البحر بآسفي لتزويد مراكش بالماء الشروب ابتداءً من 2026، وتوسعة مطار مراكش المنارة لمواكبة الدينامية السياحية العالمية. كما توقف عند المجهودات المبذولة بإقليم الحوز لإعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال 2023، من خلال اجتماعات وزارية متواصلة، دعم مالي مباشر للأسر، بناء مساكن جديدة، وتأهيل البنيات التحتية الحيوية.
اللقاء لم يكن مجرد محطة خطابية، بل مناسبة لعرض حصيلة الحكومة في قطاعات حيوية كالسياحة والصناعة التقليدية والقطاع التعاوني، إلى جانب تقديم نماذج محلية ناجحة استفادت من البرامج الحكومية. كما عقد المكتب السياسي للحزب سلسلة اجتماعات بالجهة ناقشت قضايا تنظيمية ووطنية ودولية، في أفق الاستعداد المبكر للاستحقاقات المقبلة.
وبهذا التحرك الميداني المكثف، يبعث أخنوش برسالة سياسية مزدوجة: الدفاع عن حصيلة حكومته بعد أربع سنوات من العمل، وفي الآن ذاته اختراق قلاع الأصالة والمعاصرة ومنافسة رموزه في معاقلهم، في وقت يشتد فيه السباق بين مكونات الأغلبية على النفوذ السياسي والانتخابي استعداداً لمحطة 2026.






