سياسة

حصاد كورونا: بين صراع القوى العظمى و قراصنة حرب “الكمامات”

يبدو ان جائحة فيروس كورونا التي انتشرت في العالم و التي حصلت حوالي مليون وربع مليون مصاب عبر أكثر من 180 دولة ،و خلفت ورائها حوالي 70 ألف وفاة،كان كافيا ليظهر العالم على حقيقته و على ضعفه الأبدي في مواجهات الكوارث.
فيروس كروونا ،صار حديث قوى العالم و تحول إلى ساحة إعلامية كبرى لتبادل الاتهامات بين رؤساء العالم و خاصة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الذي لم يهدأ له جفين و لا يرى النوم حتى تمكن من وصول بلاده إلى الأولى عالميا و لكن مع الأسف في الإصابات المعلن عنها من وباء “كوفيد-19”.
الصين و روسيا و إيران،باتوا في فوهة مدافع أمريكا و أوروبا،و ذلك بعد أن وجهت لهم اتهامات مباشرة و خاصة الصين التي ظهر فيها فيروس كورونا لأكثر من أربعة أشهر ،غير ان بلاد التنين مارست التضليل الإعلامي و أخفت على العالم معطيات دقيقة مما عجل بانتشار الفيروس بشكل فضيع و ذلك بسبب تراخي مختلف الدول في سابق الأمر مع الإجراءات المتخذة.
التضليل و التعتيم الإعلامي، وظهور حالات وبائية بشكل قوي وخاصة في أمريكا و إسبانيا و إيطاليا و فرنسا،فيما يرجح أن بلدان عدة لا تعطي الإحصائيات الرسمية و خاصة الصين و روسيا و إيران و ذلك لغرض النيل من القوى المتنافسة.
و مع تزايد تسجيل الإصابات،ظهر مؤخرا قراصنة يتزعمهم رؤساء العالم و دخولهم في حرب “الكمامات” و ذلك بعد أن تخلو عن الأسلحة الثقيلة و عن قنابل الدمار الشامل و الطائرات الحربية النفاثة،و باتوا يتسابقون حول من يدفع أكثر للصين من اجل الحصول على الكمامات و على السائل الكحولي المعقم.
و بين عشية و ضحاها،تمكنت جائحة فيروس كورونا أن تظهر أن العالم لا يحكمه السلاح النووي،بقدر ما نحن محتاجين اليوم إلى الأجهزة بيوطبية أكثر من وقت مضى بعد ان كان المستشفى اقل ما يفكر فيه الساسة و القوى العظمى.و كان الجدر عوض تصنيع مليون رشاش أن تصنع مليون كمامة لإنقاذ الملايين المصابين عبر العالم من جائحة اشد فتكا بالبشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى