وزير الثقافة و الاتصال بنسعيد يسير بخطى ثابتة نحو قيادة “جرار” الاصالة و المعاصرة

بات من شبه المؤكد ان المهدي بنسعيد قريب من خلافة عبداللطيف وهبي على منصب الأمين العام لحزب الاصالة والمعاصرة و ذلك بعد ان تبين ان غالبية القيادات عازمة على إنهاء حقبة الأمين العام الحالي و الضغط عليه من عدم الترشح.

و في نفس السياق فبينما كان اسم فاطمة الزهراء المنصوري يروج له بشكل قوي الا ان خرجتها الأخيرة التي أعلنت من خلالها عدم رغبتها في تولي منصب الأمانة العامة و ذلك لظروفها الشخصية و الصحية و هو ما بات يعبد الطريق بشكل قوي لمهدي بنسعيد.

و مع انطلاق فتح باب الترشيحات و التي ستفرز الأسماء الراغبة في تولي الأمانة العامة لحزب الاصالة و المعاصرة و التي ستعقد مؤتمرها الخامس على مدار ثلاثة أيام بدءا من 9 فبراير الجاري ستتضح الرؤية أكثر فيما اسهم المهدي بنسعيد أصبحت قوية أمام منافسيه الحاليين اذا لم يظهر اسم بارز قرر عودته الى الحزب من اجل “الإنقاذ” وهو أمر بات مستبعدا بشكل قوي.

بنسعيد هو من الشباب المؤسسين “للبام” لا من خلال حركة لكل الديموقراطيين و لا من خلال تواجده الدائم داخل دواليب الحزب،و هو الذي لا يفتح عليه النيران و لا يدخل في صراعات هامشية مع القيادات السابقة و الحالية ما يدفعه الى قيادة الحزب للمرحلة القادمة بعيدا عن النعرات و الحروب الخاسرة.

ويسعى حزب الاصالة والمعاصرة الدخول الى الحزب بأقل ضررا والدفع الى الدعوة للمصالحة بين كل التيارات الغاضبة مع العلم ان المهدي بنسعيد لا تربطه أي عداوات او صراعات مع جميع القيادين السابقين وهو ما سيعزز مكانته من خلال الحصول على الاجماع.

و خرج بنسعيد من رحم العائلة السياسية لوالديه الذي كان منخرطا في جمعيات و هيئات سياسية منها الحركة الماركسية الى الامام و كذلك الجمعية المغربية لحقوق الانسان و هو ما يعني ان الشاب الذي ولد في 1984 له جذور سياسية قوية و قد يقطع مع تيار رئيس اللجنة التحضيرية الحالي  سمير كودار الذي حاول تقسيم الحزب من خلال الترويج لتيار مراكش و سوس و الدفع بإعدام تيار الريف و الصحراء.

وفي سنة 2008، انضم محمد مهدي بنسعيد لجمعية حركة لكل الديمقراطيين التي تدافع على الخيار الديمقراطي في المغرب والتي كانت تضم أيضا شخصيات سياسية مغربية أخرى مثال فؤاد عالي الهمة، عزيز أخنوش، مصطفى الباكوري، محمد الشيخ بيد الله. هذه الجمعية التي ستتحول في فبراير 2009 لحزب الأصالة والمعاصرة الذي سيصبح بنسعيد عضوا في مكتبه السياسي في أبريل 2020.

و في الانتخابات التشريعية المغربية 2021 ترشح بنسعيد عن دائرة المحيط في مدينة الرباط، الدائرة التي ترشح فيها أيضا كل من سعد الدين العثماني ومحمد نبيل بنعبد الله. بعد الإعلان عن النتائج احتل الصف الثاني بأكثر من 7000 صوت وفاز بمقعد في البرلمان.

وعينه جلالة الملك محمد السادس في حكومة عزيز أخنوش وزيرا للشباب والثقافة والتواصل في 10 سبتمبر من عام 2021.