اقتصاد

حرب كورونا: جشع التجارة في المآسي: “اتصالات المغرب” و الابناك نموذجا

في الحروب هناك من يخرج منتصرا و هو لم يحمل بندقية و لم يطلق و لو رصاصة واحدة و لم يمتطي مدفعية،و لم يطلق القذائف و لا القنابل من فوق الطائرات،إنهم تجار الأسلحة في العالم هم من يخرجون منتصرين بجمع الملايير من الدول المتناحرة .
تجار الأسلحة يشبهون كثيرا في زمن جائحة فيروس كورونا الذي ضرب و شل الاقتصاد العالمي ووصلت شضاياه إلى المغرب الذي نالت منه عدة قطاعات حيوية،غير ان هناك قطاعات أخرى وجدت الحرب الصحية هي الملاذ الحقيقي للرفع في بورصتها و ذلك من خلال التداول و القمار في ما يسمى بتجارة المآسي التي تزدهر و تنتعش أوقات الكوارث و الحروب و الأوبئة.
ففي المغرب مثلا،ظهر جليا أن اتصالات المغرب اغتنمت فرصة جائحة فيروس كورونا و غياب الرقابة،وأظهرت عن أنها شركة عملاقة تنهش في جيوب المغاربة و ذلك من خلال عدم اعتراف هذه الشركة بالجائحة،بل وجدتها مناسبة لجني ثمار الربح في وقت سريع.
وحشية اتصالات المغرب ظهر من خلال لجوئها إلى قطع خطوط الهاتف النقال على المشتركين و هي تدعوهم إلى تسديد فاتورتهم و الخروج إلى الخطر و في زمن الجائحة من اجل أداء الفاتورة او سيبقى الخط مقطوعا.
وحشية الرأسمالية التي أظهرت عليها اتصالات المغرب الرائد في خدمات الهاتف الثابت و النقال و الانترنيت،ظهر جليا عندما قررت هذه الشركة ببلع جميع التعبئة المخصصة للانترنيت في وقت وجيز و التلاعب في الصبيب و سرقته ،و هي عارفة ان المغاربة يستخدمون الانترنيت كثيرا بسبب الجائحة والحجر الصحي و قررت أن تبتلع لهم أموالهم بطريقة رعاة البقر و ذلك دون حسيب و لا رقيب.
جشع كبير أظهرته كذلك الابناك والتي ستخرج رابحة من الأزمة و هي التي عرفت كيف أن تستغل تجارة المأسي،و تعرف جيدا ان المغاربة لديهم قروض و يريدون تأجيلها مما فتح لها شهية الرأسمالية الموحشة و قررت الزيادة على الجميع في الفوائد و وإرغامهم على توقيع عقود جديدة أو ملاحقتهم قضائيا،وهي تعرف أن الجميع يمر بأزمة كوورنا و أن الآلاف من الشركات و الخدمات قرروا إغلاق محلاتهم بسبب قرار السلطات.
الأزمة ستمر و الجائحة ستنتهي عاجلا او أجلا،غير أن على المواطن المغربي عليه ان يستفيد من الازمة و ان يعرف من هم الشركات المواطنة التي وقفت بجابنهم و من هم الشركات اللواتي سرقوا منهم أموالهم و منه هم الشركات اللواتي دفعوا بهم للخروج لأداء فاتورة ما،و من هم الشركات اللواتي وضعن السيف على أرقاب الناس إما القبول بزيادة الفوائد أو الدفع بك إلى الهلاك و القضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى