سياسة

تحليل إخباري :حرب باردة داخل التحالف الحكومي و النزعة القبلية تحاول طمس الهوية الوطنية

البرلماني المهاجري المنتمي لحزب الاصالة و المعاصرة هو النقطة التي أفاضت الكأس الملغوم بالصراعات و الحروب الباردة داخل التحالف الحكومي المشكل من ثلاثة أحزاب.
المهاجري هشام البرلماني الذي نال ثقة كبيرة من طرف الكتلة الناخبة التي ينتمي اليها بإقليم شيشاوة، إبان القرار الطرد الذي اتخذه آنذاك الأمين العام الحالي لحزب الاصالة و المعاصرة بسبب الخرجات الجريئة للمهاجري تنتقد تسيير حزب “البام” من طرف المكتب السياسي المنبثق ما بعد نهاية ولاية بنشماس و تواري عن الأنظار إلياس العماري الدينامو الحقيقي للتراكتور.
مولاي هشام المهاجري بعد ان حاول تنبيه الحكومة في عدة ملفات ذلك لما يمليه ضميره النيابي و تنزيل البرنامج الذي وعد به شريحة كبيرة من الكتلة الناخبة التي وضعت فيه الثقة،الا أنه جوبه بانتقادات شديدة و كأن واقع الحال لا حزبه و لا الحكومة يحاولون تغطية الازمات الاجتماعية و الاقتصادية بالغربال و حتى ان وصل الامر الى الكذب على الشعب.
و أمام الورطة التي وجد فيها الأمين العام لحزب الاصالة و المعاصرة وزير العدل عبداللطيف وهبي بسبب التصريحات و الانتقادات الجريئة و الموضوعية للبرلماني المهاجري الذي يقوم بدوره الواقعي البعيد عن المزايدات و المداهنات و التزلف حتى وجد نفسه محاطا بلوبي سياسي خطير هدفه الحفاظ على مصالحه الشخصية و ليس التفكير في هموم الشعب،و ليتفاجأ البرلماني الجريء بتجميد عضويته داخل الحزب و داخل المكتب السياسي و الذي هو عضو فيه .
و مع تناسل خرجات البرلماني الذي يقوم بدوره النيابي و التزامه ببرنامجه الانتخابي الذي يبدو انه ملتزم بهموم السكان اكثر من الغمس مع تناقضات الحكومة ليجد نفسه مرة أخرى متهما بخدمة أجندة وزير الداخلية عبدالواحد لفتيت لان المهاجري يترأس لجنة الداخلية لولايتين تشريعيتين.
و مع خرجة الحكومة و التي بات فكرها و تصورها السياسي ضيقا و ضعيفا ذلك بعد ان قررت الدخول في تبادل الاتهامات بين الوزراء و محاولة تعليق فشلها على وزير الداخلية و الذي هو براء من توجهات الحكومة السياسية بقدر ما ان لفتيت وزير تقني و تقنوقراطي همه الوحيد هو الحفاظ على الاستقرار ،و انه بعيد كل البعد عن الصراعات السياسية لا داخل التحالف الحكومي و لا مع المعارضة.
انزلاق حكومة أخنوش الى تبادل الاتهامات من اجل التغطية على الفشل الذريع لرئيس الحكومة و مختلف الوزراء في تدبير مختلف الملفات الحارقة مع العلم ان المغرب يمر من زقاق ضيق و في منعطف يصعب على الجميع تثبيت البوصلة في الاتجاه الصحيح و ان يخرج رئيس الحكومة ليواجه مطالب المغاربة بالرد عليهم “شكون سافطكم”،فهذا قمة العبث في مسار يحاول جلالة الملك رسمه للخروج من نفق ما بعد جائحة فيروس كورونا و كذلك التعايش مع الحرب الروسية و الكورية و العمل على تجاوز تداعيات الجفاف المقلق. فيما سنة 2023 ستكون لها تداعيات وخيمة على الاقتصاد المغربي.
رئيس الحكومة عوض تحريض وزير العدل وهبي من اجل محاصرة و تجميد عضوية برلماني قال الحقيقية وكشف الواقع المر الذي يعيشه المواطن المغربي و عمل على انتقاد الحكومة التي فشلت في تدبير جميع الملفات ، و قرر ان ينتقد الحكومة و ان لا يتزلف لها رغم انه يشكل التحالف الحكومي،الا ان اخنوش و من معه ينهجون نهج القمع السياسي الممنهج،دون ان يلتفتوا ان مثل هذه القرارات تسير بالبلاد الى الهاوية او الى “الحائط” كما يقول المثل الشعبي.
مطبخ الحكومة الذي بدأـ رائحته تزكم الصالونات السياسية ما قضية البرلماني ما هي الا نقطة في البحر الذي يبدوا ان تسونامي سياسي خطير سيغطي ضفاف الرباط ذلك بعد ان تسرب من داخل التحالف الحكومي ان النزعة القبلية باتت تتحكم في كل الملفات بعد ان قرر الساسة تنشيط النعرة و الابتعاد عن الوطن و الوطنية دون الوعي ان الحكومة هي حكومة جميع المغاربة و ليست حكومة “السواسة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى