سياسة

المؤرخ الفرنسي” بيرنارد لوغان” يحاضر برحاب الجامعة الاورومتوسيطة بفاس حول تاريخ المغرب

استضافت جامعة الاورومتوسيطة بفاس بعد زوال اليوم الخميس (25 يناير 2024)، المؤرخ الفرنسي “بيرنارد لوغان” والمعروف عليه بالاهتمام بتاريخ المغرب والمدافع على الوحدة الترابية للمملكة والمفكك لشفرات محاولة النيل من الوحدة الترابية.

وتحدث لوغان امام حشد كبير من المدعوين والطلبة الباحثين وكشف أن الاستعمار حاول بتر أجزاءً من المغرب لتوسيع أراضي “الجزائر الفرنسية”، وذلك منذ 1870، أي بعد 40 عاما من بدء الاستعمار الفرنسي في الإيالة الجزائرية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية، مشددا على أن تلك المناطق لم تكن أبدا جزائرية، على اعتبار أن دولة الجزائر لم تُحدَث إلا سنة 1962.

وقال لوغان إنه في مارس من سنة 1870 استولى الجنرال الفرنسي دو وينفين، قائد ولاية وهران، على عين الشعير قرب فجيج ومنطقة واد غير بنواحي بجاية، وهي مناطق كانت مغربية بدون أدنى شك، لأن نائب السلطان في فجيج كان قائدا مسؤولا عن تمثيل السلطة المركزية في واحات توات، مبرزا أن الأرشيف المغربي يحتوي على وثائق تثبت ذلك.

سرد المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان، المراحل التاريخية لاقتطاع الصحراء الشرقية من الأراضي المغربية وضمّها للجزائر من لدن السلطات الاستعمارية الفرنسية، بل ذهب أبعد من ذلك حين تحدث عن ضم مناطق أخرى في الشمال الشرقي المغربي، عقودا قبل سريان معاهدة الحماية على المغرب سنة 1912، وذلك بغرض الاستمرار في فرض سيادتها عليها حتى بعد استقلال المملكة.

وتحدث المؤرخ الفرنسي عن دور المغرب السابق في إفريقيا وكيف كانت دول تابعة لسلاطين المغرب غير ان مع مجيء الاستعمار حاول تشتيت الأراضي المغربية ومع خروجه ومواصلة المغرب تحرير أراضيه وخاصة طرفاية، وسيدي إفني، والمسيرة الخضراء بالساقية الحمراء، وخروج اخر مستعمر من وادي الذهب عام 1979.

ووقف المؤرخ “برينارد لوغان ” كثيرا عند النزاع المفتعل من اجل النيل من الوحدة الترابية من طرف الجزائر والتي اعتبرها كملحقة سابقة لفرنسا في حين ان المملكة المغربية لها تاريخ مضروب في الجذور.

وأضاف أن الدولة الأمة المغربية وتأثيرها في محيطها الجيوسياسي في علاقتها بدول الشمال والجنوب. واصفا التاريخ المغربي بالمتفرد في أن موذجه، والذي وصفه بـ “النادر”، حيث لا يحضر إلا لدى دول تعد على رؤوس الأصابع.

وأوضح الأكاديمي ذاته أنه رغم كون تاريخ المغرب هو تاريخ سلالات حكمته، إلا أن ذلك لم يؤثر على سيرورة واستمرارية الدولة. وأن هذه السلالات لم تشكل قطائع تاريخية في سلوك وبنية الدولة الأمة.

ووقف كثيرا عن الدور المحوري الذي لعبه السلطان محمد الخامس طيب له ثراه في استقلال المملكة المغربية ومواصلة الراحل المغفور له الملك الحسن الثاني مسيرة تحرير الأراضي المغربية وخاصة الصحراوية مستحضرا حرب الرمال وعلاقته بالرؤساء الاولين للجزائر.

و شهد اللقاء حضور رئيس الجامعة الاورومتوسيطة العالم الكيميائي مصطفى يوسمينة الى جانب ثلة من الأساتذة و الشخصيات المدعوة و حشد كبير من الطلبة الباحثين و الذين ينتمون الى مختلف الجامعات بجهة فاس مكناس.

وتخلل اللقاء فتح نقاش موسع إذ أعطيت الكلمات للحضور والطلبة لطرح أسئلة في غاية الأهمية على المؤرخ الفرنسي والذي قدم إجابات إضافية ولها امتدادا بالمحاضرة القيمة التي يبدو انها ستساهم كثيرا في فهم تاريخ المغرب والنزاع المفتعل داخل الصحراء المغربية والممتد من جذور الاستعمار الى دخول الجزائر على الخط في محاولة دعم مرتزقة البوليساريو الذين غرر بهم ضد وحدة الوطن.

واختتم اللقاء بتوقيع كتاب” تاريخ المغرب” إذ اصطف العشرات من الطلبة والمدعوين الى الحصول على توقيع خاص من طرف المؤرخ الفرنسي “بيرنار لوغان” والذي يصنف من الشخصيات البارزة والأكاديمي المدافع عن الوحدة الترابية للمغرب من خلال الحجج والأدلة الدامغة التي جمعها من مختلف المتاحف الخاصة بالأرشيف الوطني والدولي و كذلك اهتمامه الكبير بتاريخ المملكة مع العلم انه من مواليد مدينة مكناس.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى